نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 57
المدة من لطف الإمامة مع حاجتهم إليه ، وذلك لا يليق بالحكمة . إلا أن هذا أمر مقدر غير واقع ، والموجود المحقق خلافه ، والإجماع إنما انعقد على أن الإمام واحد في كل عصر من الأعصار . دليل آخر : لو جاز وقوع الذنب من الإمام لكان بتقدير وقوعه : إما أن يتبع ، وإما أن لا يتبع . ويلزم من الأول الأمر بالذنب ، ومن الثاني خروج الإمام من كونه إماما . ولا يقال : هذا منقوض بنواب الإمام ، وبأن المحذور إنما يلزم من وقوع الذنب لا من تجوز وقوعه ، لأن الفرق بين الإمام ونوابه ظاهر ، وذلك أن النواب مع وقوع الخطأ [ منهم ] يأخذ عليهم الإمام ، فهم محتاجون مع جواز خطأهم إلى الإمام ، ولهم إمام والإمام لا إمام له . وقولهم : إن المحذور إنما يلزم من وقوع الذنب لا من جوازه . فالجواب : جواز وقوع الذنب يستلزم فرض الوقوع من المحال ، لأنه لولا سلامته عن المحال لما كان جائزا . دليل آخر : لو جاز وقوع الذنب منه لكان مع فرض وقوعه ظالما ، لكن الظالم لا يصلح للإمامة . أما الأولى فلأن الظلم وضع الشئ في غير موضعه فيكون ظالما ، وأما الثانية بقوله تعالى لإبراهيم عليه السلام * ( إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) * ( 1 ) .
1 . سورة البقرة : 124 .
57
نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 57