نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 361
وروى جدي رحمه الله في كتابه كتاب الاعتبار في إبطال الاختيار حديثا رفعه إلى سلمان الفارسي رضي الله عنه ( 1 ) قال : لما قبض النبي صلى الله عليه وآله وتقلد أبو بكر الأمر ، قدم المدينة جماعة من النصارى يقدمهم جاثليق لهم له سمة ومعرفة بالكلام ووجوهه وحفظ التوراة والإنجيل وما فيهما ، فقصدوا أبا بكر فقال الجاثليق : إنا وجدنا في الإنجيل رسولا يخرج من بعد عيسى وقد بلغنا خروج محمد بن عبد الله يذكر أنه ذلك الرسول ، ففزعنا إلى ملكنا فجمع وجوه قومنا وأنفذنا في التماس الحق فيما اتصل بنا وقد فاتنا نبيكم محمد ، وفيما قرأنا من كتبنا أن الأنبياء لا يخرجون من الدنيا إلا بعد إقامة أوصيائهم يخلفونهم في أممهم يقتبس منهم الضياء فيما أشكل ، أفأنت أيها الأمير وصيه أسألك عما احتاج إليه ؟ فقال عمر : هذا خليفة رسول الله . فجثا الجاثليق لركبتيه وقال : أيها الخليفة أخبرنا عن فضلكم علينا في الدين ، فإنا جئنا نسأل عن ذلك . فقال أبو بكر : نحن مؤمنون وأنتم كفارا ، والمؤمن خير من الكافر ، والإيمان خير من الكفر . فقال الجاثليق : هذه دعوى تحتاج إلى حجة ، فخبرني أنت مؤمن عند الله أم عند نفسك . فقال أبو بكر : أنا مؤمن عند نفسي ولا علم بمالي عند الله . قال : فهل أنا كافر عندك على مثل ما أنت مؤمن أو كافر عند الله ؟
1 . أشار الصدوق إلى هذا الحديث في كتابه التوحيد ص 182 و 286 و 316 . وانظر الحديث بكامله في بحار الأنوار 10 / 54 .
361
نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 361