responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر    جلد : 1  صفحه : 308


ثابت الجنان قوي القلب واللسان ، مع خذلان البشر له وقلة الأعوان ، وهرب من هو معتضد به ، وثبوته في ذلك الوقت الهائل والزلزال الذاهل شئ عظيم تعجز عنه الطباع البشرية ، وهل هذا إلا تأييد من الله الكريم ؟ !
وأما استسلامه عليه السلام فأبلغ من استسلام إسماعيل لذبح إبراهيم عليهما السلام ، لأن إسماعيل استسلم لوالد يرجو من شفقته السلامة من الذبح ، كأن ينظر الله إلى قلب أبيه فيعفيه من ذبح ولده كما جرى ، أو يموت أحدهما قبل ذلك إشفاقا من الله تعالى ، حيث إنهما والد وولد ، وإن كان ذبحا فيكون بغير ألم إكراما من الله تعالى لهما . وإسماعيل استسلم بالوحي من الله ، فوجب عليه وعلى علي غير ذلك .
وفي قوله للأعداء ( هو في حفظ الله ، أو رقيب كنت عليه ) إظهار العداوة لهم والقوة عليهم ، وتثبيت بمقام النبوة وكسر حرمتهم والرد عليهم في فعالهم .
وقال جدي رحمه الله في نخبه : الشجاع الثابت بين أربعمائة سيف ، أراد به عليا عليه السلام . ثم لو كان خائفا لقال : ما أدري أين مشى ، واعتذر بأعذار كثيرة .
وإقدامه على المبيت أعظم من المبارزة في الجهاد ، وبين الحالين فرق ، لأن المحارب يجوز النجاة والعطب لنفسه ، فحاله مترددة بين الأمرين .
وحالة مبيته ليست مترددة بين الحالتين ، وإنما صبر نفسه للقتل والأسر لكثرة العدو وانهزام النبي ( ص ) ومكر علي لهذا العدد الكثير ، فصار الظن في جواز القتل أقوى .
والدليل عليه أن الله تعالى أوحى إلى جبريل وميكائيل - إلى تمام

308

نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر    جلد : 1  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست