نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 234
الشراب ( 1 ) ، وكان قصده عليه السلام بإعداد قليل الطعام والشراب لجماعتهم إظهار المعجز لهم في شبعهم وريهم من طعام وشراب لا يشبع الواحد منهم ولا يرويه . ثم أمر بتقديمه لهم ، فأكلت الجماعة كلها من ذلك الطعام اليسير حتى تملوا منه ولم يبن ما أكلوا منه وشربوا ، فبهرهم بذلك وبين لهم آية نبوته وعلامة صدقه ببرهان الله تعالى فيه ، ثم قال لهم بعد ما شبعوا من الطعام ورووا من الشراب : يا بني عبد المطلب إن الله تعالى أرسلني إلى الخلق كافة وإليكم خاصة فقال * ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) * ، وأنا أدعوكم إلى كلمتين خفيفتين على اللسان ، ثقيلتين في الميزان ، تملكون بهما العرب والعجم ، وتنقاد لكم بهما الأمم ، وتدخلون بهما الجنة ، وتنجون بهما من النار ، شهادة إن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فمن يجيبني إلى هذا الأمر ويؤازرني على القيام به يكن أخي ووصيي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي . فلم يجبه أحد منهم . فقال علي بن أبي طالب عليه السلام : فقمت بين يديه من بينهم وأنا إذ ذاك أصغرهم سنا وأخمصهم ساقا وأرمصهم عينا ( 2 ) ، فقلت : أنا يا رسول الله أوازرك على هذا الأمر . فقال : إجلس . ثم أعاد القول على القوم ثانية فصمتوا ، فقمت وقلت مثل مقالتي الأولى . فقال : إجلس . ثم أعاد على القوم ثالثة فلم ينطق أحد منهم بحرف ، فقمت وقلت : أنا
1 . الفرق : إناء يكتال به . 2 . أخمصهم : أرقهم . الرمص : سيلان الدمع من العين .
234
نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 234