نبيه ( ص ) أن يدعو علياً من بين كافة الصحابة ليباهل به وجعله نفسه في المنزلة ، والعباس أكبر بني هاشم سناً إلى جنبه لم يَعْرُضْ له . وأن يدعو الحسن والحسين من بين كافة غلمان بني هاشم للمباهلة ، وهذا عبد الله بن عباس لم يَأبَهْ له ! ! فأي فضل بعد هذا للعباس وبنيه ، ليتعلق به المنصور ويساجل أبناء علي عليه السلام ، ويحتج به عند شيعته ومواليه . وهل ذكر هذه الحادثة من فضل علي عليه السلام في هذه السيرة التي سيقرؤها الوجوه والقواد من شيعة بني العباس قبل غيرهم ، إلا كدعوة لآل علي عليه السلام ؟ ! وأي قتلة يقتلها ابن إسحاق لو فعل ذلك ؟ ! فلا محيص له إذن عن حذف كل ما فيه خطر على حياته من فضل علي وولده عليهم السلام ، وإثبات كل ما يبعده عن التشيع من فضل الصحابة وأولياء الأمور منهم . وكم فتن بهذه السيرة أناسٌ ، فإنها أول كتاب أُلف في السيرة النبوية ! سيما المنحرفون عن أهل البيت عليهم السلام ، فقد راحوا يعتمدونها ويحتجون بها ! لكن الصيارفة من علماء الحديث والرجال عرفوا ما اشتملت عليه من الأحاديث الزائفة المقطوعة ، ونبهوا على ضعفها وعدم الوثوق بكل ما ورد فيها ، وقد تلونا عليك شيئاً من ذلك . إن التمحيص كما يعلمه العلماء عند اختلاف الحوادث ، يكون بالعرض على كتاب الله ، فما وافقه قُبِل وما خالفه رُدَّ . فإن لم يكن