محمد اليهود والنصارى إلى هذه الدعوة ) ! فأشرت بقولك هذه الدعوة إلى ما تضمنته الآية التي ذكرتها سابقاً بقولك وهي : ( قل يا أيها الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله ، فإن تولوا فقولو اشهدوا بأنا مسلمون ) . ولم تصب الواقع في فهم التنزيل ، فإن معنى هذه الآية أنهم إن تولوا ولم يجيبوا إلى ما دعاهم اليه أن يقول اشهدوا بأنا مسلمون ، لا أن يلاعن النصارى ! إن ملاعنة النصارى إن حاجوه في عيسى كما صرحت به الآية التي قبلها وهي آية المباهلة ، ولا دخل لليهود فيها ! ! ولو أن الدكتور ذكر آية المباهلة قبل هذه الآية لأصاب المراد ، ولكنه أبى إلا إغفالها ! وها نحن نذكرها تبركاً وتسهيلاً للقراء : ( فمن حاجك فيه ( أي عيسى ) من بعد ما جاءك من العلم ، فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ، ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين . فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين . قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ، ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ، ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله ، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ) . إن الدكتور باختياره قول ابن إسحاق قد وقع في مآزق حرجة لا ينجو منها ولو استعان بجميع الكتاب والمفكرين ! منها : أنه بعد أن ذكر وفد نجران ونعتهم بما له من الأبهة والشأن ، وأن قدومهم كان في السنة الأولى من الهجرة ، وظن أنه سيسأل عن