( إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان ) وهم الذين تغشاهم النعاس ( إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفى الله عنهم ) حين علم ما لحقهم من الندم على ما فرط منهم ( إن الله غفور حليم ) . ( وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا ) . . . إلى آخر الآيات ، وفيها تبصرة وبرهان لأولي الألباب والأبدان . . . ولا بد أن يكون الدكتور قبل كتابة ما كتب قد راجع سيرة ابن هشام ومغازي الواقدي ، وهذا لفظ السيرة : ( فأنزل الله العناس أمنة منه على أهل اليقين فهم نيام لا يخافون ، وأهل النفاق قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية ) خوف القتل وذلك أنهم لا يرجون العاقبة . ولفظ المغازي : ( قال الزبير بن العوام : غشينا العناس فما منا رجلٌ إلا وذقته في صدره من النوم ، فأسمع معتب بن قشر وكان من المنافقين يقول وإني لكالحالم : لو كان لنا من الأمر شئ ما قتلنا هاهنا ، فأنزل فيه ذلك . وقال أبو اليسر : لقد رأيتني ذلك اليوم في رجال من قومي إلى جنب رسول الله ( ص ) وقد أنزل علينا النعاس أمنة منه ، ما منهم رجل إلا يغط غطيطاً حتى أن الجُحَفَ لَتَنَاطَحُ ! ولقد رأيت سيف بشر بن البراء بن معرور سقط من يده وما يشعر به حتى أخذه بعدما تثلم وإن المشركين لتحتنا ، وسقط سيف أبي طلحة أيضاً ، ولم يصب أهل الشك والنفاق نعاس ، وإنما أصاب النعاس أهل الإيمان واليقين ، فكان المنافقون يتكلم كل منهم بما في نفسه ، والمؤمنون ناعسون ) !