responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نقد كتاب حياة محمد ( ص ) نویسنده : السيد عبد الحسين نور الدين العاملي    جلد : 1  صفحه : 37


ثم يريد من هؤلاء المدعوين للمفاوضة من يتطوع له بالوزارة ، ويشاطره حمل ما ينتابه من الصعاب في سبيل الله ، على أن يكون له أقرب المنازل ، من الأخوة والوصية والخلافة ، جزاء المؤازرة .
وتلك هي سنة المرسلين أن الواحد منهم أول ما يهمه الوزير ، ألا ترى حينما أرسل سبحانه نبيه موسى ( ع ) بقوله ( إذهب إلى فرعون إنه طغى ) كيف سأله الوزير بقوله ( اجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي ) . لكن أشياخ عشيرته وسراتهم أحجموا على التطوع له بما طلب منهم ، إحجام المتهيب للقيام بذلك ، ومنهم الساخر بهذه الفكرة الشاذة بنظره ! لكن هذه المفاوضة انتهت بانتخاب الوزير ، وهو ذلك الغلام ! !
ما أكبر هذا الغلام وأولاه بالإجلال والإعظام ، حين يقوم بين أشياخ قومه وسراتهم مستخفاً بأحلامهم مستنكراً لإحجامهم ، قائلاً : أنا أوازرك عليه ، ثم يَقبل النبي ذلك الشاب ويرتضيه لوزارته قائلاً : هذا أخي ووصيي وخليفتي ، فاسمعوا له وأطيعوا ! !
شاب وغلام يقرران امتلاك العالم ويتعاقدان على مضاء هذه العزيمة ! هذا ما لم يسبق له في الكون نظير ، ولا حدَّث التاريخ بمثله .
وبماذا يبلغ ذلك الشاب هذه الغاية ، ويقوى على تنفيد تلك الإرادة ؟ أبجيشه اللجب ، وهو ذلك الوحيد الذي لم يؤمن برسالته غير بضعة نفر ؟ ! أم بخزائنه المعظمة ، وهو ذلك الفقير المعوز ؟ ! أم بأمته وهي تلك الأمة المستعبدة للفرس والروم ؟ ! أو بوزيره وهو ذلك الغلام ؟ ؟ !

37

نام کتاب : نقد كتاب حياة محمد ( ص ) نویسنده : السيد عبد الحسين نور الدين العاملي    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست