قال الدكتور : ( وكان أبو بكر صديقا صميماً لمحمد ( ص ) يستريح اليه ويعرف به النزاهة والأمانة والصدق ، لذلك كان أول من دعاه إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأوثان ، وأول من أفضى اليه بما رأى وبما أوحي اليه ، ولم يتردد أبو بكر في إجابة محمد إلى دعوته في الايمان بها ) . شاء الدكتور أن يثبت التفاضل بين إسلام علي وإسلام أبي بكر ، فادعى أن الأول استمهل رسول الله حتى يشاور أباه ، وبقي ليله متردداً ! بخلاف الثاني فإنه لم يتردد في إجابة رسول الله ( ص ) إلى ما دعاه اليه ! ! ثم برهن على ما ادعاه لأبي بكر يقول ( وأي نفس مفتوحة للحق تتردد في ترك عبادة الأوثان لعبادة الله وحده ؟ وأي نفس فيها شئ من السمو ترضى عن عبادة الله عبادة حجر أياً كانت صورته ؟ وظاهر كلام الدكتور أنه كلام صحيح ودعوى حق ، لكن فيه تعريض بعلي بأن نفسه ما كانت مفتوحة للحق ، ولا فيها شئ من السمو ! ! عجباً لسقطة الأديب وهفوة العالم ، كيف تبدو بصورة منكرة مريبة ، ترجف القلب وتنفر الطبع ويمجها السمع ! إن معالي الدكتور ليعلم أن نفس علي هي هذه النفس التي نشأت في حجر رسول الله ( ص ) وثقفها وغرس فيها من بذور الأخلاق السامية ما شاء ، وأهَّلَها للوزارة والخلافة من بعده ! إن هذه النفس هي نفس رسول الله ( ص ) بنص الذكر الحكيم : ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ) !