الدعوة لنا بأمير المؤمنين وخروج الكتب عنا وورودها علينا بذلك إذ كل مدعو لهذا الاسم منتحل له ودخيل ومتسم بما لا يستحقه وعلمنا أن التمادي على ترك الواجب لنا من ذلك حق أضعناه واسم ثابت أسقطناه فمر الخطيب لموضعك أن يقول به وأجر مخاطبتك لنا عليه ه ولما قام عبيد الله المهدي أول ملوك العبيديين بأفريقية تسمى بأمير المؤمنين لأنه كان رأى أنه أحق بالخلافة من بني العباس المعاصرين له بالمشرق قال صاحب تاريخ دول الإسلام فهو أول من زاحم الخليفة بهذا اللقب ه ثم تبعه على ذلك عبد الرحمان الناصر الأموي صاحب الأندلس ورأى أن له الحق في الخلافة اقتداء بسلفه الذين كانوا خلفاء بالمشرق ثم لم يتجاسر أحد لا من من ملوك العجم بالمشرق ولا من ملوك البربر بالمغرب على التلقب بأمير المؤمنين لأنه لقب الخليفة الأعظم القرشي إلى أن جاءت دولة المرابطين وكان منهم يوسف بن تاشفين واستولى على المغربين والأندلس وعظم سلطانه واتسعت مملكته وخاطب الخليفة العباسي بالمشرق فولاه على ما بيده وتسمى بأمير المسلمين أدبا مع الخليفة وقيل أول من دعاه بها المعتمد بن عباد صاحب ملك الأندلس فاستحسن ذلك منه ثم لقبه بها صاحب بغداد ثم جرت على من بعده ولما تكلم ابن أبي زرع على وقعة الزلاقة وكانت سنة 479 وما أوتيه فيه من النصر قال وفي اليوم نفسه سمي يوسف بن تاشفين بأمير المسلمين ولم يكن يدعى بها قبل ذلك ه ( قلت ) مثل ما لابن أبي زرع لغير واحد نعم في كتاب أخبار الدول وآثار الأول للقرماني أن عبد الله بن ياسين ممهد دولة الموحدين سمي أبا بكر بن عمر رأس قبيلة اللمتون لما