( إرساله عليه السلام عليا يبلغ عنه نزول أول سورة القتال ) وذلك أنه في مرجعه صلى الله عليه وسلم من تبوك بعث أبا بكر أميرا ليقيم الحج للناس فخرج ونزلت براءة فيمن نقض العهد العام الذي بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المشركين وبين قبائل من العرب على أمور مخصوصة فلما نزلت براءة انكشفت فيها سرائر قوم كانوا يستخفون بغير ما يظهرون حتى كانت السورة تسمى المبعثرة فبعث صلى الله عليه وسلم بصدرها علي بن أبي طالب وقال اخرج بهذه القضية فأذن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى إنه لا يدخل الجنة كافر ولا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ومن كان له عهد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو له إلى موته فخرج على ناقته العضباء فلما أدرك أبا بكر بالطريق قال أمير أو مأمور قال مأمور ومضيا فأقام أبو بكر الحج وقام علي يوم النحر بما أمر به وأجل الناس أربعة أشهر من يومئذ ليرجع كل قوم إلى مأمنهم وبلادهم ثم لاعهد لمشرك ولا ذمة إلا من كان له عهد خاص إلى مدة فهو له إلى مدته فلم يحج بعد ذلك العام مشرك ولم يطف عريان وكان العهد العام أن لا يصد أحد يريد البيت عنه ولا يخاف في الأشهر الحرم قال القاضي أبو بكر بن العربي عن بعض العلماء إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أرسل عليا ببراءة لأنها تضمنت نقض العهد الذي كان عقده فأراد قطع السنة العرب بأن يرسل ابن عمه من بيته لينقض العهد حتى لا يبقى لهم متكلم قال وهذا بديع ه وحكي الإمام فخر الدين في تفسيره عن الجاحظ أنه قال في قوله صلى الله عليه وسلم لا يبلغ عن إلا رجل من أهل بيتي لا يدل على تفضيل علي على أبي بكر