الجزء الثاني قال العلماء إن قوله تعالى ( وإنه لذكر لك ولقومك ) إنه الخلافة وإنه صلى الله عليه وسلم كان يطوف على القبائل في أول أمره لينصروه فيقولون له ويكون لنا الأمر من بعدك فيقول صلى الله عليه وسلم إني قد منعت من ذلك وإنه قد أنزل عليه ( وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ) فلم يكن للأنصار في هذا الشان شيء وقد سئل بعض علماء القيروان من كان مستحقا للخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سبحان الله إنا بالقيروان نعلم من هو أصلح منا بالقضاء ومن هو أصلح منا للفتيا ومن هو أصلح منا للإمامة أيخفى ذلك عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يسأل عن هذه المسائل أهل العراق وصدق رضي الله عنه فيما قاله ه وهو رضي الله عنه أول من أسلم وأول من جمع القرآن وأول من سماه مصحفا وأول من سمي خليفة أخرج أحمد عن أبي بكر بن مليكة قال قيل لأبي بكر يا خليفة الله قال أنا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا راض به وأول من ولي الخلافة وأبوه حي وأول خليفة فرض له رعيته العطاء أخرج البخاري عن عائشة قالت لما استخلف أبو بكر قال لقد علم قومي أن حرفتي لم تكن تعجز عن مئونة أهلي وشغلت بأمر المسلمين فسيأكل آل أبي بكر من هذا المال ويحترف للمسلمين وأخرج ابن سعد عن عطاء بن السائب قال لما بويع أبو بكر أصبح وفي ساعده إفراد وهو ذاهب إلى السوق فقال عمر أين تريد قال إلى السوق قال أتصنع ماذا وقد وليت أمر المسلمين قال فمن أين أطعم عيالي قال انطلق يفرض لك أبو عبيدة فانطلقا إلى أبي عبيدة فقال افرض