صلى الله عليه وسلم وساقوا النعم فجاء الخبر في أول النهار فقمنا في آثارهم فلما ارتفع النهار جيء بهم فأمر بقطع أيديهم وأرجلهم وسملت أعينهم وألقوا في الحرة أرض ذات حجارة سود يستسقون فلا يسقون زاد فيه الأوزاعي حتى ماتوا وعند ابن أبي عوانة من رواية عقيل عن أنس فيه فصلب اثنين وقطع اثنين وسمل اثنين فإن كان محفوظا فعقوبتهم كانت موزعة وقال جماعة منهم ابن الجوزي إن ذلك وقع عليهم على سبيل القصاص وفي الصحيح قال أبو قلابة فهؤلاء سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم وحاربوا الله ورسوله وخرج مسلم عن أنس قال إنما سمل النبي صلى الله عليه وسلم أعين العرنيين لأنهم سملوا أعين الرعاء وإلى هذه الرواية أشار البخاري في كتاب الجهاد بتبويبه باب إذا أحرق المشرك المسلم هل يحرق وقيل السبب في تعطيشهم لكونهم كفروا نعمة سقى ألبان الإبل التي حصل لهم بها الشفا من الجوع والوخم لأن المصطفى دعا بالعطش على من عطش آل بيته في قصة رواها النسائي فيحتمل أن يكون في تلك الليلة منعوا إرسال ما جرت به العادة من اللبن الذي كان يراح به إلى النبي صلى الله عليه وسلم من لقاحه في كل ليلة كما ذكر ذلك ابن سعد قاله الحافظ ابن حجر في فتح الباري وروى الطبراني والبارودي وابن عدي وغيرهم من طريق زيد بن الحريش عن عبيد الله بن عمر عن أيوب وعن نافع عن ابن عمر قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بسارق فقطعه وكان غريبا في شدة البرد فقام رجل يقال له فاتك فضرب عليه خيمة وأوقد له نويرة فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبر بذلك فقال اللهم اغفر لفاتك