والجواب أنه صلى الله عليه وسلم كان مأذونا له في تأديب أصحابه لكن ها هنا لما أوهم تقديم الأغنياء على الفقراء وكان ذلك يوهم ترجيح الدنيا على الدين فلهذا السبب جاءت هذه المعاتبة ه لطيفة قال الصلاح الصفدي أثره في نكث الهميان ليس في هذا ما فيه إيهام تقديم الدنيا على الدين لأن هؤلاء الكفار لو أسلموا أسلم بإسلامهم جمع عظيم من أشياعهم وأزواجهم ومن يقول بقولهم ولهذا المعنى رغب صلى الله عليه وسلم في اسلامهم وطمع فيه وذلك غاية الدين ه وقد أخرج أبو يعلى عن أنس فكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يكرم ابن أم مكتوم بعد نزول هذه الآية زاد غيره كما في نكث الهميان للصلاح الصفدي ويقول صلى الله عليه وسلم إذا رآه مرحبا بمن عاتبني فيه ربي ويقول هل لك من حاجة واستخلفه على المدينة مرتين ( قلت ) بل في شرح منظومة الآداب للسفاريني نقلا عن الخطابي في باب الضرير يولي في كتاب الإمارة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم لابن أم مكتوم كلما أقبل ويقول مرحبا بمن عاتبني فيه ربي قال وذكره جماعة من غير الخطابي بغير لفظ القيام ( نكتة ) أخرج ابن جرير عن ابن زيد قال كان يقال لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم من الوحي شيئا كتم هذا عن نفسه ( نكتة أخرى ) في كتاب السماع من الأحياء لدى الكلام على قوله تعالى ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) لو قرئي القرآن ليضل به عن سبيل الله كان حراما كما حكي عن بعض المنافقين أنه كان يؤم الناس ولا يقرأ إلا سورة عبس لما فيها من العتاب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم عمر بقتله