حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحبسهم بالمدينة في دار بنت الحرث امرأة من الأنصار ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سوق المدينة التي هي سوقها اليوم فخندق بها خنادق ثم بعث إليهم فضرب أعناقهم في تلك الخنادق يخرج بهم إرسالا . ( ز قلت ) قال الماوردي في الأحكام السلطانية الحبس الشرعي ليس هو السجن في مكان ضيق وإنما هو تعويق الشخص ومنعه من التصرف بنفسه سواء كان في بيت أو مسجدا وكان يتولى نفس الخصم أو وكيله عليه وملازمته له ولهذا سماه النبي صلى الله عليه وسلم أسيرا كما روى أبو داوود وابن ماجة عن الهرماس بن حبيب عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بغريم لي فقال لي ألزمه ثم قال لي يا أخا بني تميم ما تريد أن تفعل بأسيرك وفي رواية ابن ماجة ثم مر رسول الله a في آخر النهار فقال ما فعل أسيرك يا أخا بني تميم وهذا كان هو الحبس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق ولم يكن له محبس معد يحبس الخصوم وتنازع العلماء هل يتخذ الإمام حبسا على قولين فمن قال لا يتخذ حبسا احتج بأنه لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا لخليفته بعده حبس ولكن يعوضه بمكان من الأمكنة أو يقيم عليه حافظا وهو الذي يسمى الترسيم أو يأمر غريمه بملازمته ومن قال له أن يتخذ حبسا احتج بفعل عمر وأما الحبس الذي هو الآن فإنه لا يجوز عند أحد من المسلمين وذلك أنه يجمع الجمع الكثير في موضع يضيق عنهم غير متمكنين من الوضوء والصلاة وقد يرى بعضهم عورة بعض ويؤذيهم