يكن يفهم لسان العرب مطلقا ومنهم من لا يقدر على فهم الكثير منه وإن فهم قدرا ولا يتوهم أنه لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم اللغة العجمية وغيرها من اللغات العربية ولو كان علمها لخطب بها لأنا نقول بعد تسليم ذلك أن بعض الصحابة كزيد قد كان يعلم اللسان العجمي والرومي والحبشي وغيرها من الألسنة فلم لم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بأن يخطبهم ويعظهم بألسنتهم وبالجملة فالاحتياج إلى الخطبة بغير العربية لتفهيم أصحاب العجمية كان موجودا في القرون الثلاثة ومع ذلك فلم يرد أحد من أحد في تلك الأزمنة ه منه ص 33 طبعة سنة 1303 الهندية . وفي غاية المقصود على سنن أبي داوود لا بد للخطيب أن يقرأ القرآن ويعظ به في خطبته فإن كان السامعون عجما يترجم بلسانهم فإن أثر التذكير والوعظ في غير بلاد العرب لا يحصل ولا يفيد إلا بالترجمة بلسانهم وقد قال تعالى ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ) قال في جامع البيان أي يبين لهم ما أمروا به فيفهموه بلا كلفة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى الأحمر والأسود لكن الأولى أن يكون بلغة من هو منهم حتى يفهموه ثم ينقلوه ويترجموه ه فلا بد للخطيب أن يفهم معاني القرآن بعد قراءته ويذكر السامعين بلسانهم وإلا فيفوت مقصود الخطبة هكذا قاله شيخنا ندير حسين المحدث الدهلوي ه ( قلت ) سيأتي أن الدولة الموحدية كان خطباؤها في جامع القرويين بفاس وغيرها يخطبون باللسان البربري والله أعلم ( فوائد ) الأولى في طبقات الحنفية للحافظ قاسم بن قطلوبغا لدى ترجمة جعفر بن محمد بن المعز بن المستغفر النسفي المستغفري المولود