رميت عائشة بما رميت به فإن كان ما رميت به حقا كان ناقضا لأصلكم الذي أطلقتموه في عصمة الأنبياء في الفراش وإن كان غير حق كان مؤثرا في ايمان من وقع منه فقال له القاضي أبو بكر امرأتان حصينتان رميتا بالفرية إحداهما لها زوج ولا ولد لها والأخرى لها ولد ولا زوج لها يشير بالأولى إلى عائشة وبالثانية إلى مريم فسجدوا له على عادة تحيتهم في ذلك ( قلت ) وقد رأيت في ترجمة الباقلاني من تاريخ الإسلام للحافظ الذهبي هذه القصة على وجه آخر وذلك أنه ذكر أنه جرت له أمور منها أن الملك أدخله عليه من باب خوخة ليدخل راكعا للملك ففطن لها ودخل بظهره ومنها أنه قال لراهبه كيف الأهل والأولاد فقال له الملك أما علمت أن الراهب يتنزه عن هذا فقال تنزهونه عن هذا ولا تنزهون الله عن الصاحبة والولد وقيل أن طاغية الروم سأله كيف جرى لعائشة وقصد توبيخه فقال كما جرى لمريم وبرأ الله المرأتين ولم تأت عائشة بولد فأفحمه ولم يدر جوابا ه من تاريخ الإسلام وأحفظ أيضا أن الباقلاني سأله ملك الروم أيضا قال له تزعمون أن القمر انشق لنبيكم فهل للقمر قرابة حتى ترونه دون غيركم فقال وهل بينكم وبين المائدة أخوة ونسب إذ رأيتموها ولم ترها اليهود واليونان والمجوس الذين أنكروها وهم في جواركم فأفحم ولم يدر جوابا وقد ذكر القصة مبسوطة ابن التلمساني في شرح الشفا قائلا ذكر بعضهم أن الإمام العالم الأعرف أبا بكر بن الطيب لما وجهه صاحب الدولة سفيرا إلى ملك الروم ليظهر به رفعة الإسلام وبغض النصرانية وجرب في تلك الوجهة من القسطنطينية بينه وبين ملكها مع بطارقته ونبلا