عبادة بن الصامت من الاستبصار للموفق ابن قدامة روى أن المقوقس صاحب مصر بعث إلى عمرو أن أبعث لي رسلا أكلمهم فبعث إليه نفرا منهم عبادة بن الصامت وأمره أن يكون هو المتكلم وكان عبادة أسود شديد السواد فلما دخلوا على الملك تقدم عبادة فقال الملك ما فيكم من يتكلم غير هذا فقال القوم هو أفضلنا وأقدمنا صحبة لنبينا ومع هذا فقد أمره أميرنا هو المتكلم قال فليتقدم إذا فإنما هبته لسواده فقال عبادة فإن كنت هبتني لسوادي وقد ولى شبابي وذهبت قوتي فكيف بك لو رأيت عسكرنا وفيه أكثر من ألف أشد مني سوادا وأقوى أبدانا وأعظم أجسادا فطلب منه الملك الصلح فقال عبادة إنا لا نقبل منكم إلا إحدى خلال ثلاث إما أنت تسلموا فتكونوا إخواننا لكم ما لنا وعليكم ما علينا وإما أنت تؤدوا الجزية إلينا وتعتقدوا منا الذمة فنقبل منكم ونكف عنكم وإما أن تبرزوا لنا حتى يحكم الله بيننا وبينكم فقال الملك لا تقبلوا غير هذه الخلال الثلاث فرفع عبادة يديه فقال لا ورب السماء لا ورب هذه الأرض لا نقبل منكم غيرها فقال الملك لأصحابه ما ترون فيما قال فأبوا فقال الملك والله لئن لم تقبلوا منهم أحد هذه الخلال قبل قتال الرجال وسبي الحريم لتقبلنه منهم بعد ذلك وأنتم راغمون فصالحهم ووجه عمر عبادة إلى الشام قاضيا ومعلما ه ثم استطرد القلقشندي أن بعض ملوك الروم كتب إلى خليفة زمانه يطلب منه من يناظر علماء النصرانية عنده فإن قطعهم أسلموا فوجه إليهم بالقاضي أبي بكر بن الطيب الباقلاني المالكي فلما حضر المجلس واجتمع لديه علماء النصارى قال له بعضهم إن معتقدكم أن الأنبياء معصومون في الفراش وقد