تجرأ بعض المتهورين من قضاة المغرب على الجزم بذلك وبأن المكتوب الهرقلي هو بيد فرانس إلى الآن وذلك في مخاطبته لرئيس مجلس النواب الفرنسوي دي شانيل الذي صار رئيسا للجمهورية الفرنسوية بعد ذلك حين زرا فاسا سنة 1332 فاستغرب ذلك كله من بلغه من الفرنسويين وغيرهم ولم يكن القاضي المسكين عالما بالمكتوب الإسماعيلي إذ ذاك والذي يظهر في معنى ذلك أن أهل المغرب إذ ذاك حيث لم يكن لديهم أشهر من أسماء ملوك العجم من هرقل كانوا لبعدهم عن اللسان العجمي وتاريخ أممه كل من يرونه من أهل تلك الصبغة العجمية ينسبونه إلى هرقل بالولادة مرة والدين أخرى فلعل هذا وجه ما جرى عليه المكتوب الإسماعيلي السابق وما جرى عليه الحافظ من جعل الملك الذي رأى عنده ابن الصائغ المكتوب النبوي لهرقل من الإفرنج والله أعلم وقد أخبرني الكولونيل المذكور أنه رأى عدة مكاتب للمولى إسماعيل المذكور لملكهم لويز مرة يخاطبه به بمثل ما ذكر ومرة يسأله عن المكتوب الهرقلي وأكد لي غاية التأكيد أنه لا علاقة بين هرقل ولويز المذكور ولا يخطر ذلك ببال أحد منهم ثم وجدت في تاريخ العلامة أبي العباس بن الحاج الفاسي للدولة العلوية المسمى بالدر المنتخب المستحسن في الجزء السابع في حوادث سنة 1114 نقل مكتوب إسماعيلي لعظيم فرنسا لويز المتولي نظرها لزمانه حين أجري فيه ذكر هرقل فقال لو كنت من ذرية هرقل لأسلمت وكان الإسلام خيرا لك وما أنت من ذريته على كل حال بإجماع الأجناس ولكنك من ذرية جرجير الذي كان بإفريقية قتله عبد الله بن الزبير ومن ذلك الحين عبر من عبر من آبائك لقرطاجنة التي هي اليوم تونس الخ كلامه