في ثمار القلوب للثعالبي كان أبو الفتح البستي يستحسن قولي في كتاب المبهج الملك خلافة عن الله في عباده وبلاده ولن تستقيم خلافته مع مخالفته ه وفي ترجمة أبي عبد الله المقري التلمساني في تكملة الديباج عنه أنه قال سألني بعض الفقراء عن سوء بخت المسلمين في ملوكهم إذ لم يلهم من سلك بهم الجادة بل من يغتر بدنياه غافل عن عقباه لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة فأجبته بأن الملك ليس في شرعنا بل في شرع من قبلنا قال تعالى ممتنا على بني إسرائيل ( وجعلكم ملوكا ) وقال ( قد بعث لكم طالوت ملكا ) وقال ( وهب لي ملكا ) ولم يشرع لنا إلا الخلافة فأبو بكر خليفته عليه السلام كما فهم الناس عنه وأجمعوا عليه واستخلف عمر فخرج عن طريق الملك الذي يرثه ولد عن والد إلى الخلافة التي هي النظر والاختيار ثم اتفق أهل الشورى على عثمان وأخرجها عمر عن بنيه لأنها ليست ملكا ثم تعين علي بعد إذ لم يبق مثله فبايعه من آثر الحق على الهوى والآخرة على الدنيا ثم الحسن كذلك ثم كان معاوية أول من حولها ملكا والخشونة لينا ( ثم إن ربك من بعدها لغفور رحيم ) فصارت ميراثا ثم لما خرجت عن وصفها لم تستقم ملكا وكان عمر بن عبد العزيز خليفة لأن سليمان آثر حق المسلمين فرغب عن بني أبيه وعلم اجتماع الناس إليه فلم يسلك طريق الاستقامة إلا خليفة وأما الملوك فكما ذكرت إلا من قل وغالب حاله غير مرضي ه قال الحافظ في أول كتاب الأحكام من الفتح ومن بديع الجواب قول بعض التابعين لبعض الأمراء من بني أمية لما قال له أليس الله أمركم أن تطيعوني في قوله وأولي الأمر منكم فقال له أليس قد نزعت عنكم يعني