من قضية الحديبية ، بل لعله قد حصل في وقت متأخر من الحكم الأموي . أي بعد وفاة مروان بن الحكم ، والمسور بن مخرمة ، وأنس ، وغيرهم . وذلك لما تقدم من أن هؤلاء وغيرهم قد رووا هذه القضية بصورة سليمة وقويمة أي من دون إشارة إلى تلك المخالفة المزعومة . رغم أن فيهم الحاقدين على علي ، إلى درجة أنهم لا يطيقون حتى ذكر اسمه في هذه القضية بالذات . ونستطيع أن نقول : إن تزوير الحقيقة في قضية كتابة الصلح قد جاء لعدة أسباب : الأولى : الحفاظ على ماء وجه معاوية وحزبه الذين أصروا على محو كلمة « أمير المؤمنين » في قضية التحكيم بعد حرب صفين ، الأمر الذي صدّق نبوءة رسول الله « صلى الله عليه وآله » حينما قال لعلي : لك مثلها ستعطيها ، وأنت مضطهد ، أو مضطر . الثاني : إنكار فضيلة لأمير المؤمنين « عليه السلام » ظهرت من