responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مكاتيب الأئمة نویسنده : الشيخ عبد الله الصالحي النجف آبادي    جلد : 1  صفحه : 68


وسميع وأصمّ ، وبصير وأعمى حيران ، فالحمد للّه الذي عرّف ، ووصف دينه محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . أمّا بعد ، فإنّك امرؤ أنزلك اللّه من آل محمّد بمنزلة خاصّة ، وحفظ مودّة ما استرعاك من دينه ، وما ألهمك من رشدك ، وبصّرك من أمر دينك بتفضيلك إيّاهم ، وبردّك الأمور إليهم .
كتبت تسألني عن أمور كنت منها في تقيّة ، ومن كتمانها في سعة ، فلمّا انقضى سلطان الجبابرة ، وجاء سلطان ذي السلطان العظيم بفراق الدنيا المذمومة إلى أهلها العتاة على خالقهم ، رأيت أن أفسّر لك ما سألتني عنه ، مخافة أن يدخل الحيرة على ضعفاء شيعتنا من قبل جهالتهم .
فاتّق اللّه ! عزّ ذكره ، وخصّ بذلك الأمر أهله ، واحذر أن تكون سبب بليّة على الأوصياء ، أو حارشاً عليهم بإفشاء ما أستودعتك ، و إظهار ما استكتمتك ، ولن تفعل إن شاء اللّه .
إنّ أوّل ما أنهى إليك أنّ ي أنعى إليك نفسي في ليالي هذه ، غير جازع ، ولا نادم ، ولا شاكّ فيما هو كائن ، ممّا قد قضى اللّه عزّ وجلّ وحتم ، فاستمسك بعروة الدين آل محمّد ، والعروة الوثقى الوصيّ بعد الوصيّ ، والمسالمة لهم ، والرضا بما قالوا ، ولا تلتمس دين من ليس من شيعتك ، ولا تحبّن دينهم ، فإنّهم الخائنون الذين خانوا اللّه ورسوله وخانوا أماناتهم ، وتدري ما خانوا أماناتهم ائتمنوا على كتاب اللّه ، فحرّفوه وبدّلوه ، ودلّوا على ولاة الأمر منهم ، فانصرفوا عنهم ، ( فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ) . ( 1 ) وسألت عن رجلين اغتصبا رجلاً مالاً كان ينفقه على الفقراء ، والمساكين ، وأبناء السبيل ، وفي سبيل اللّه ، فلمّا اغتصباه ذلك لم يرضيا حيث غصباه حتّى حملاه إيّاه كرهاً فوق رقبته إلى منازلهما ، فلمّا أحرزاه تولّيا إنفاقه ، أيبلغان بذلك كفراً ؟ !
فلعمري لقد نافقا قبل ذلك ، وردّا على اللّه عزّ وجلّ كلامه ، وهزئا برسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهما الكافران ، عليهما لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين .
واللّه ! ما دخل قلب أحد منهما شئ من الإيمان منذ خروجهما من حالتيها ، وما ازداد إلاّ شكّاً كانا خدّاعين ، مرتابين ، منافقين حتّى توفّتهما ملائكة العذاب إلى محلّ الخزي في دار المقام . وسألت


1 - النحل : 16 / 112 .

68

نام کتاب : موسوعة مكاتيب الأئمة نویسنده : الشيخ عبد الله الصالحي النجف آبادي    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست