اللهمّ إنّي أستخيرك فيما عزم رأيي عليه ، وقادني عقلي إليه ، فسهّل اللّهمّ فيه ما توعّر ( 1 ) ، ويسّر منه ما تعسّر ، واكفني فيه المهمّ ، وادفع به عنّي كلّ ملمّ ( 2 ) ، واجعل يا ربّ ! عواقبه غنماً ، ومخوفه سلماً ، وبعده قرباً ، وجدبه ( 3 ) خصباً . ( 4 ) وأرسل اللّهمّ إجابتي ، وأنجح طلبتي ، واقض حاجتي ، واقطع عنّي عوائقها ( 5 ) ، وامنع عنّي بوائقها ( 6 ) ، وأعطني اللّهمّ لواء الظفر والخيرة فيما استخرتك ، ووفور المغنم فيما دعوتك ، وعوائد الإفضال فيما رجوتك .
وأقرنه اللهمّ بالنجاح ، وخصّه ] وحطّه [ بالصلاح ، وأرني أسباب الخيرة فيه واضحة ، وأعلام غنمها لائحة ، واشدد خناق تعسيرها ، وانعش صريخ تكسيرها .
وبيّن اللّهمّ ملتبسها ، وأطلق محتبسها ، ومكّن أسّها حتّى تكون خيرة مقبلة بالغنم مزيلةً للغرم ، عاجلة للنفع ، باقية الصنع ، إنّك ملئ بالمزيد ، مبتدئ بالجود " .
المناجاة بالاستقالة :
" اللّهمّ إنّ الرجاء لسعة رحمتك أنطقني باستقالتك ، والأمل لأناتك ورفقك شجّعني على طلب أمانك وعفوك .
ولي يا ربّ ! ذنوب قد واجهتها أوجه الانتقام ، وخطايا قد لاحظتها أعين الاصطلام ( 7 ) ، واستوجبت بها على عدلك أليم العذاب ، واستحققت باجتراحها مُبير ( 8 ) العقاب ، وخفت تعويقها لإجابتي ، وردّها إيّاي عن قضاء حاجتي ، بإبطالها لطلبتي ، وقطعها لأسباب رغبتي ، من أجل ما قد

1 - الوَعْرُ من الأرض : ضدّ السهل ، مجمع البحرين : 3 / 511 . 2 - المُلِمّات : الشدائد ، المصدر : 6 / 165 . 3 - الجَدْب : الَمحْل ، نقيض الخصب ، وفي الحديث . . . واجدبت البلاد ، أي قحطت وعلت الأسعار : راجع لسان العرب : 1 / 254 . 4 - الخِصْب : نقيض الجدب ، وهو كثرة العشب ، المصدر : 1 / 355 . 5 - عوائقها : عوائق الدهر : الشواغل من أحداثه . المصدر : 10 / 281 . 6 - في رواية : لا يدخل الجنّة من لا يأمن جاره بوائقه ، قال الكسائي وغيره : بوائقه : غوائله و شرّه ، أو ظلمه ، المصدر : 10 / 30 . 7 - الاصطلام : إذا أبيد قوم من أصلهم ، لسان العرب : 12 / 340 ( سلم ) . 8 - مبير : أي مهلك . المصدر : 4 / 86 ( بور ) .

343