فيما يجب عليهم ، فعلمت ذلك ، فأحببت أن أُطهّرهم ، وأُزكّيهم ، بما فعلت في عامي هذا من الخمس ، قال اللّه تعالى : ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِه وَيأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * وقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) . ( 1 ) ولم أُوجب ذلك عليهم في كلّ عام . ولا أُوجب عليهم إلاّ الزكاة التي فرضها اللّه عليهم ، و إنّما أُوجب ( 2 ) عليهم الخمس في سنتي هذه في الذهب والفضّة التي قد حال عليها الحول ، ولم أُوجب عليهم ذلك في متاع ، ولا آنية ، ولا دوابّ ، ولا خدم ، ولا ربح ربحه في تجارة ، ولا ضيعة إلاّ ضيعة سأُفسّر لك أمرها ، تخفيفاً منّي عن مواليّ ، ومنّاً منّي عليهم ، لما يغتال السلطان من أموالهم ولما ينوبهم في ذاتهم . فأمّا الغنائم والفوائد : فهي واجبة عليهم في كلّ عام ، قال اللّه تعالى : ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَئ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَئ قَدِيرٌ ) . ( 3 ) والغنائم والفوائد ، يرحمك اللّه ، فهي الغنيمة يغنمها المرء ، والفائدة يفيدها ، الجائزة من الإنسان التي لها خطر ، والميراث الذي لا يحتسب من غير أب ، ولا ابن ، ومثل عدوّ يصطلم ( 4 ) فيؤخذ ماله ، ومثل المال يؤخذ ولا يعرف له صاحب ، وما صار إلى مواليّ من أموال الخرّميّة ( 5 )
1 - التوبة : 9 / 103 - 105 . 2 - في التهذيب ووسائل الشيعة : أوجبت . 3 - الأنفال : 8 / 41 . 4 - " يصطلم " يحتمل الظلم ، والأظهر ، الإهمال بمعنى الاستئصال ، كما يوجد في بعض النسخ . الوافي : 10 / 343 س 9 . 5 - خرّم بفتح أوّله وتشديد ثانيه وهو رستاق بأردبيل ، قال نصر : وأظنّ الخرّميّة الذين كان منهم بابك الخرّمي نسبوا إليه . معجم البلدان : 2 / 362 . الخرّميّة : بدعة نشأت في خراسان ، اشتدّ نفوذها بعد مقتل أبي مسلم الخراساني ، وثار زعيمها بابك على الدولة العبّاسيّة ، قضى عليها الأفشين في عهد المعتصم . المنجد ، الأعلام : 268 . ( الخرّمدينيّة ) ومنهم كان بدء الغلوّ في القول حتّى قالوا : أنّ الأئمّة آلهة ، وأنّهم أنبياء ، وأنّهم رسل ، وأنّهم ملائكة . وهم الذين تكلّموا بالأظلّة ، وفي التناسخ في الأرواح ، وهم أهل القول بالدور في هذه الدار ، و ابطال القيامة والبعث والحساب . فرق الشيعة : 36 .