أن أكتب بذلك ، وأشرح معانيه . وهي على ثلاثة أبواب : ففي الباب الأوّل : البيان عن كلّ آثاره التي أوجب اللّه تعالى بها حقّه علينا وعلى المسلمين . والباب الثاني : البيان عن مرتبته في إزاحة علّته في كلّ ما دبّر ودخل فيه ، ولا سبيل عليه فيما ترك وكره ، وذلك لما ليس لخلق ممّن في عنقه بيعة إلاّ له وحده ولأخيه ، ومن إزاحة العلّة تحكيمها في كلّ من بغي عليهما ، وسعى بفساد علينا وعليهما ، وعلى أوليائنا ، لئلاّ يطمع طامع في خلاف عليهما ، ولا معصية لهما ، ولا احتيال في مدخل بيننا وبينهما . والباب الثالث : البيان عن إعطائنا إيّاه ما أحبّ من ملك التحلّي ، وحلية الزهد ، وحجّة التحقيق ، لما سعى فيه من ثواب الآخرة ، بما يتقرّب في قلب من كان شاكّاً في ذلك منه ، وما يلزمنا من الكرامة والعزّ ، والحباء الذي بذلناه له ولأخيه ، في منعهما ما نمنع منه أنفسنا ، وذلك محيط بكلّ ما يحتاط فيه محتاط في أمر دين ودنيا . وهذه نسخة الكتاب : بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ، هذا كتاب ( حباء ) وشرط من عبد اللّه المأمون أمير المؤمنين ، ووليّ عهده عليّ بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) ، لذي الرياستين الفضل بن سهل في يوم الاثنين ، لسبع ليال خلون من شهر رمضان ، من سنة إحدى ومائتين ، وهو اليوم الذي تمّم اللّه فيه دولة أمير المؤمنين ، وعقد لوليّ عهده ، وألبس الناس اللباس الأخضر ، وبلغ أمله في إصلاح وليّه ، والظفر بعدوّه . إنّا دعوناك إلى ما فيه بعض مكافأتك على ما قمت به من حقّ اللّه تبارك وتعالى ، وحقّ رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وحقّ أمير المؤمنين ، ووليّ عهده عليّ بن موسى ( عليهما السلام ) ، وحقّ هاشم التي بها يرجى صلاح الدين ، وسلامة ذات البين بين المسلمين ، إلى أن يثبت النعمة علينا وعلى العامّة بذلك ، وبما عاونت عليه أمير المؤمنين ، من إقامة الدين والسنّة ، وإظهار الدعوة الثانية ، وإيثار الأولى ، مع قمع المشركين ، وكسر الأصنام ، وقتل العتاة ، وسائر آثارك الممثّلة للأمصار في