فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَة ) ( 1 ) بالعشيّ تسمّى الناصرة ، وإليها ينتسب النصارى ، ولم يضيفوا أحداً قطّ ، ولم يطعموا غريباً ، فاستطعموهم فلم يطعموهم ولم يضيفوهم ، فنظر الخضر ( عليه السلام ) إلى حائط قد زال لينهدم ، فوضع الخضر يده عليه وقال : قم بإذن اللّه ! فقام .فقال موسى ( عليه السلام ) : لن ينبغ لك أن تقيم الجدار حتّى يطعمونا ويأوونا ، وهو قوله : ( لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ) .فقال له الخضر ( عليه السلام ) : ( هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا * أَمَّا السَّفِينَةُ ) التي فعلت بها ما فعلت ، فإنّها كانت لقوم ( مَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم ) أي وراء السفينة ( مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَة ) ، صالحة ( غَصْبًا ) كذا نزلت ، وإذا كانت السفينة معيوبة لم يأخذ منها شيئاً .( وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ ) وطبع كافراً ، كذا نزلت ، فنظرت إلى جبينه ، وعليه مكتوب طبع كافراً ، ( فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وكُفْرًا فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَوةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ) ، فأبدل اللّه لوالديه بنتاً ، وولدت سبعين نبيّاً .( وَأَمَّا الْجِدَارُ ) الذي أقمته ( فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا - إلى قوله - ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ( 2 ) ) . ( 3 )
1 - الكهف : 18 / 74 - 77 . 2 - الكهف : 18 / 77 - 82 . 3 - تفسير القمّي : 2 / 38 ، بحار الأنوار : 13 / 278 ضمن ح 1 ، نور الثقلين : 3 / 270 ضمن ح 128 ، قصص الأنبياء ( عليهم السلام ) للجزائري : 289 .