سأل المأمون عليّ بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) أن يكتب له محض الإسلام على سبيل الإيجاز والاختصار . فكتب ( عليه السلام ) له : إنّ محض الإسلام شهادة أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ، إلهاً واحداً أحداً ، فرداً صمداً ، قيّوماً سميعاً ، بصيراً قديراً ، قديماً قائماً ، باقياً عالماً لا يجهل ، قادراً لا يعجز ، غنيّاً لا يحتاج ، عدلاً لا يجور ، وأنّه خالق كلّ شئ ، وليس كمثله شئ ، لا شبه له ولا ضدّ له ، ولا ندّ له ولا كفؤ له ، وأنّه المقصود بالعبادة والدعاء ، والرغبة والرهبة ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأمينه وصفيّه ، وصفوته من خلقه ، وسيّد المرسلين ، وخاتم النبيّين ، وأفضل العالمين ، لا نبيّ بعده ، ولا تبديل لملّته ، ولا تغيير لشريعته ، وأنّ جميع ما جاء به محمّد بن عبد اللّه هو الحقّ المبين ، والتصديق به ، وبجميع من مضى قبله من رسل اللّه وأنبيائه وحججه ، والتصديق بكتابه الصادق العزيز الذي ( لاَّ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنم بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيم حَمِيد ) ( 1 ) ، وأنّه المهيمن على الكتب كلّها ، وأنّه حقّ من فاتحته إلى خاتمته ، نؤمن بمحكمه ومتشابهه ، وخاصّه وعامّه ، ووعده ووعيده ، وناسخه ومنسوخه ، وقصصه وأخباره ، لا يقدر أحد من المخلوقين أن يأتي بمثله . وأنّ الدليل بعده ، والحجّة على المؤمنين ، والقائم بأمر المسلمين ، والناطق عن القرآن ، والعالم بأحكامه ، أخوه وخليفته ، ووصيّه ووليّه ، والذي كان منه بمنزلة هارون من موسى ، عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أمير المؤمنين ، وإمام المتّقين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وأفضل الوصيّين ، ووارث علم النبيّين والمرسلين ، وبعده الحسن والحسين ( عليهما السلام ) سيّدا شباب أهل الجنّة ، ثمّ عليّ بن الحسين زين العابدين ، ثمّ محمّد بن عليّ باقر علم النبيّين ، ثمّ جعفر بن محمّد الصادق وارث علم الوصيّين ، ثمّ موسى بن جعفر الكاظم ، ثمّ عليّ بن موسى الرضا ، ثمّ محمّد بن عليّ ، ثمّ عليّ بن محمّد ، ثمّ الحسن بن عليّ ، ثمّ الحجّة القائم المنتظر صلوات اللّه عليهم أجمعين ، أشهد لهم بالوصيّة والإمامة .