تغسيله وتكفينه وتجهيزه ( عليه السلام ) وكيفيّة تشييعه ومحلّ دفنه : تقدّم ما يدلّ على ذلك ، و إليك بعض نصوص أخرى : روى الكليني بإسناده عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال : قلت له : إنّهم يحاجّونا يقولون : إنّ الإمام لا يغسّله إلاّ الإمام ، قال : فقال : ما يدريهم من غسّله ؟ فما قلت لهم ؟ . . . قال : قل لهم : إنّي غسّلته ، فقلت : أقول لهم : إنّك غسّلته ؟ فقال : نعم . ( 1 ) والصدوق بإسناده قال : توفّي موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) في يد سنديّ بن شاهك ، فحمل على نعش ونودي عليه : هذا إمام الرافضة فاعرفوه . . . ، فخرج سليمان بن أبي جعفر من قصره إلى الشطّ ، فسمع الصياح والضوضاء ، فقال لولده وغلمانه : ما هذا ؟ قالوا : السنديّ بن الشاهك ينادي على موسى بن جعفر ، على نعش . فقال لولده وغلمانه : يوشك أن يفعل به هذا في الجانب الغربيّ ، فإذا عبر به فأنزلوا مع غلمانكم فخذوه من أيديهم ، فإن مانعوكم فاضربوهم ، وأخرقوا ما عليهم من السواد . قال : فلمّا عبروا به نزلوا إليهم ، فأخذوه من أيديهم وضربوهم وخرقوا عليهم سوادهم ، ووضعوه في مفرق أربع طرق ، وأقام المنادين ينادون : ألا من أراد أن ينظر إلى الطيّب ابن الطيّب موسى بن جعفر فليخرج ، وحضر الخلق ، وغسّله وحنّطه بحنوط ، وكفّنه بكفن فيه حبرة استعملت له بألفي وخمس مائة دينار ، مكتوباً عليها القرآن كلّه ، واحتفى ومشى في جنازته متسلّباً ، مشقوق الجيب إلى مقابر قريش ، فدفنه ( عليه السلام ) هناك وكتب بخبره إلى الرشيد ، فكتب إلى سليمان بن أبي جعفر : وصلت رحمك ، يا عمّ ! وأحسن اللّه جزاك ، واللّه ! ما فعل السنديّ بن شاهك - لعنه اللّه - ما فعله عن أمرنا . ( 2 ) ومضى إلى رضوان اللّه تعالى وكرامته يوم الجمعة ، لخمس خلون من رجب ، سنة ثلث وثمانين ومائة من الهجرة ، وقد تمّ عمره أربعاً وخمسين سنة ، وتربته بمدينة السلام في الجانب