الناس بكتاب اللّه ، ونحن أولى الناس بدين الله ، ونحن الذين شرع لنا دينه ، فقال في كتابه : ( شَرَعَ لَكُم - يا آل محمّد - مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا ) ، فقد وصّانا بما أوصى به نوحاً ( وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ) يا محمّد ! ( وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَ هِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ) وإسحاق ويعقوب ، فقد علمنا وبلغنا ما علمنا واستودعنا علمهم ، نحن ورثة الأنبياء ونحن ورثة أولي العزم من الرسل ( أَنْ أَقِيمُواْ الدِّينَ ) يا آل محمّد ، ( وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ ) وكونوا على جماعة ( كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ) من أشرك بولاية عليّ ( مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) من ولاية عليّ ، إنّ اللّه يا محمّد ! ( يَهْدِى إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ) ( 1 ) من يجيبك إلى ولاية عليّ ( عليه السلام ) . ( 2 ) في ذمّ الواقفة ، وأنّ آل محمّد ( عليهم السلام ) هم الذين يستنبطون من القرآن ويعرفون الحلال والحرام ، وأنّهم ( عليهم السلام ) هم المراد من ( أُوْلِى الأمْرِ ) :
229 / ] 82 [ - العيّاشي : عن عبد اللّه بن جندب ، قال :
كتب إليّ أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : ذكرت رحمك اللّه ! هؤلاء القوم الذين وصفت أنّهم كانوا بالأمس لكم إخواناً ، والذي صاروا إليه من الخلاف لكم ، والعداوة لكم ، والبراءة منكم ، والذين تأفكوا به من حياة أبي صلوات اللّه عليه ورحمته .
وذكر في آخر الكتاب : إنّ هؤلاء القوم سنح ( 3 ) لهم شيطان اغترّهم بالشبهة ، ولبّس عليهم أمر دينهم ، وذلك لمّا ظهرت فريتهم ، واتّفقت كلمتهم ، وكذّبوا على عالمهم ، وأرادوا الهدى من تلقاء أنفسهم ، فقالوا : لِمَ ؟ ومتى ( 4 ) ؟ وكيف ؟ فأتاهم الهلك من مأمن إحتياطهم ، وذلك بما كسبت أيديهم ، وما ربّك بظلاّم للعبيد ، ولم يكن ذلك لهم ولا عليهم ، بل كان الفرض عليهم ، والواجب لهم من ذلك

1 - الشورى : 42 / 13 . 2 - بصائر الدرجات : 118 ح 1 ، أعلام الدين : 463 ( فصل في حسن الظنّ باللّه تعالى ) وفيه : عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال : قال عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) : إنّ محمّداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان . . . تأويل الآيات الظاهرة : 530 مختصراً ، بحار الأنوار : 23 / 365 ح 30 ، و 26 / 142 ح 16 ، نور الثقلين : 4 / 562 ح 32 . 3 - سنح الطير : مرّ من المياسر إلى الميامن . المنجد : 354 . 4 - في المصدر : ومن .

183