وعلمت ما لم تعلم . . . فقال الحسن ( عليه السلام ) [ بعد الإتيان بابن ملجم إلى حضرته ] . الحمد لله الّذي نصر وليّه وخذل عدوّه ، ثمّ انكبّ الحسن ( عليه السلام ) على أبيه يقبّله وقال له : يا أباه هذا عدوّ الله وعدوّك قد أمكن الله منه ، فلم يجبه وكان نائماً ، فكره أن يوقظه من نومه ، فرقد ساعة ثمّ فتح ( عليه السلام ) عينيه وهو يقول : إرفقوا بي يا ملائكة ربّي فقال له الحسن ( عليه السلام ) : هذا عدوّ الله وعدوّك ابن ملجم قد أمكن الله منه وقد حضر بين يديك قال : ففتح أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عينيه ونظر إليه وهو مكتوف وسيفه معلّق في عنقه ، فقال له بضعف وانكسار صوت ورأفة ورحمة : يا هذا لقد جئت عظيماً وارتكبت أمراً عظيماً وخطباً جسيماً أبئس الإمام كنت لك حتّى جازيتني بهذا الجزاء ؟ ألم أكن شفيقاً عليك وآثرتك على غيرك وأحسنت إليك وزدت في إعطائك ؟ ألم يكن يقال لي فيك كذا وكذا فخلّيت لك السّبيل ومنحتك عطائي وقد كنت أعلم أنّك قاتلي لا محالة ؟ ولكن رجوت بذلك الاستظهار من الله تعالى عليك يا لكع وعلّ أن ترجع عن غيّك ، فغلبت عليك الشّقاوة فقتلتني يا شقيّ الأشقياء ، قال : فدمعت عينا ابن ملجم لعنه الله تعالى وقال : يا أمير المؤمنين أفأنت تنقذ من في النّار ؟ قال له : صدقت ثمّ التفت ( عليه السلام ) إلى ولده الحسن ( عليه السلام ) وقال له : إرفق يا ولدي بأسيرك وارحمه ، وأحسن إليه وأشفق عليه ، ألا ترى إلى عينيه قد طارتا في أمّ رأسه ، وقلبه يرجف خوفاً ورعباً وفزعاً ، فقال له الحسن ( عليه السلام ) : يا أباه قد قتلك هذا اللّعين الفاجر وأفجعنا فيك وأنت تأمرنا بالرّفق به ؟ ! فقال