يا أبتاه كيف أخطب وأنا أنظر إلى وجهك أستحيي منكم قال : فجمع عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) أمّهات أولاده ثمّ توارى عنه حيث يسمع كلامه فقام الحسن ( عليه السلام ) فقال : الحمد لله الواحد بغير تشبيه ، الدائم بغير تكوين ، القائم بغير كلفة ، الخالق بغير منصبة ، الموصوف بغير غاية ، المعروف بغير محدوديّة ، العزيز لم يزل قديماً في القدم ، ردعت القلوب لهيبته ، وذهلت العقول لعزّته ، وخضعت الرّقاب لقدرته ، فليس يخطر على قلب بشر مبلغ جبروته ، ولا يبلغ النّاس كنه جلاله ، ولا يفصح الواصفون منهم - لكُنه - عظمته ، ولا تبلغه العلماء بألبابها ، ولا أهل التّفكّر بتدبير أمورها ، أعلم خلقه به الّذي بالحدّ لا يصفه ، يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار وهو اللّطيف الخبير . أمّا بعد : فإنّ عليّاً باب من دخله كان مؤمنا ومن خرج منه كان كافراً أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم . فقام عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) وقبّل بين عينيه ثمّ قال : ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْض وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) ( 1 ) . ذؤابة سيف عليّ ( عليه السلام ) [ 22 ] - 3 - روى المفيد : قال أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهريّ ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن عمران بن عليّ الحلبيّ ، عن أبان بن تغلب ،
1 - تفسير الفرات : 79 ح 55 ، عنه بحار الأنوار : 43 : 350 ح 24 و ح 23 78 : 112 مختصراً .