أوحشتك قفارها ، وقطعتك سلامها ، فانصرفت فإذا أنت عندنا ، فقرّت عينك وظهر زينك ، وذهب أنينك " قال : من أين قلت - يا غلام - هذا ؟ ! كأنّك قد كشفت عن سويداء قلبي ، وكأنّك كنت شاهدي ، وما خفي عليك شيء من أمري ، وكأنّك عالم الغيب ، يا غلام لقّني الإسلام . فقال الحسن ( عليه السلام ) : " الله أكبر ، قل : أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله " فأسلم الرّجل وحسن إسلامه وسرّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وسرّ المسلمون وعلّمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شيئاً من القرآن فقال : يا رسول الله أرجع إلى قومي وأعرّفهم ذلك . فأذن له ، فانصرف ثمّ رجع ومعه جماعة من قومه ، فدخلوا في الإسلام وكان الحسن ( عليه السلام ) إذا نظر إليه النّاس قالوا : لقد أعطى هذا ما لم يعط أحد من العالمين ( 1 ) . حمله ذو الفقار إلى اُمّه ( عليها السلام ) لتغسله من دم ابن عبد ود [ 13 ] - 13 - قال الراونديّ : روى عن الصّادق ( عليه السلام ) أنّه قال : لمّا قتل عليّ ( عليه السلام ) عمرو بن عبد ود أعطى سيفه الحسن ( عليه السلام ) وقال : قل لأمّك تغسل هذا الصّيقل ، فردّه وعليّ ( عليه السلام ) عند النّبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وفي وسطه نقطة لم تنق ، قال : أليس قد غسلته الزّهراء ؟ قال : نعم . قال : فما هذه النقطة ؟ قال النّبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : يا عليّ سل ذا الفقار يخبرك ، فهزّه وقال : أليس قد غسلتك
1 - الثاقب في المناقب : 316 ح 264 ، بحارالأنوار : 43 : 333 ح 5 مع اختلاف يسير في بعض الالفاظ وجاء أوّله : في جبل أظنّه حراء أو غيره ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ ( عليه السلام ) وجماعة من المهاجرين . . . ، العوالم : 16 : 103 ح 1 .