responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة عبد الله بن عباس نویسنده : السيد محمد مهدي الخرسان    جلد : 1  صفحه : 92


وقال في وصيته لبعض أصحابه : « وعزكم الحلم » [1] .
وسيأتي ما يدل على ذلك في اللين .
5 - وأمّا عن الجود : فقد قال رحمه الله : « لسادات الناس في الدنيا الأسخياء وفي الآخرة الأتقياء » [2] .



[1] مر تمام الوصية في الكلام عن الدين نقلاً عن مجمع الأمثال 2 / 455 تح‌ محمّد محي الدين عبد الحميد .
[2] أدب الدنيا والدين / 161 . أقول : لقد روى ابن قتيبة في عيون الأخبار 1 / 334 ط دار الكتب وغيره قصة رواها ابن الكلبي قال : أخبرني غير واحد من قريش قالوا أراد عبد الله وعبيد الله ابنا العباس أن يقتسما ميراثهما من أبيهما بمكة ، فدُعي القاسم ليقسم ، فلمّا مدّ الحبل قال له عبد الله أقم المطمر - يعني الحبل الذي يُمدّ - فقال له عبيد الله : يا أخي الدار دارك لا يُمدّ والله فيها اليوم مطمر . فهذه القصة لا أكاد أصدّق صحتها . لأن الراوي لم يذكر من أبناء العباس إلاّ عبد الله وعبيد الله فأين بقية أولاده وبناته وكلهم كان لهم حق في ميراثهم من أبيهم العباس ؟ فهل كانت دار العباس لهما فحسب لأنه خصهما بها ؟ أو إنها كانت لهم جميعاً ثم خلصت لهما ببيع أو هبة ؟ فكل ذلك لم يشر إليه حديث الراوي في قصته ولو صحت أمكن تخريج القصة على وجهٍ صحيح بأن ابن عباس حبر الأمة لم يكن ليتسامح من حقه بمقدار ما زاغ عنه القاسم في إقامة الحبل فحرصه إنما كان لإقامة الحق ؟ لا عن سجية بخل لم يُعرف لها شاهد في سلوكه ولنا فيما ذكروه عنه من أحاديث السخاء الكثيرة ما يغني ويقني ، وحسب القارئ ما رواه صاحب الأغاني 10 / 157 مط التقدم بمصر من مروره بمعن بن أوس المزني وقد كف بصره وقال له يا معن كيف حالك ؟ فقال : ضعف بصري وكثر عيالي وغلبني الدين قال : وكم دينك ؟ قال : عشرة آلاف درهم فبعث بها إليه ، ثم مرّ به من الغد فقال له كيف أصبحت يا معن ؟ فقال : < شعر > أخذت بعين المال لما نهكته * وبالدين حتى ما أكاد أدان وحتى سألت القرض عنه * ذوي الغنى ودّ فلان حاجتي وفلان < / شعر > فقال له عبد الله : بالله المستعان ، إنا بعثنا إليك بالأمس لقمة فمالكتها حتى أنتزعت من يدك ، فأي شيء للأهل والقرابة والجيران ؟ وبعث إليه بعشرة آلاف درهم أخرى فقال : < شعر > فإنك فرع قريش وإنما * تمجّ الندى منها البحور الفوارع ثووا قادة للناس بطحاء مكةٍ * لهم وسقايات الحجيج الدوافع فلمّا دُعوا للموت لم تبك منهمُ * على حادثات الدهر العيون الدوامع < / شعر > وسيأتي في سخائه حديث صنيعه مع أبي أيوب الأنصاري وقد وفد عليه وهو بالبصرة أيام ولايته ، وهو حديث معجب مطرب يدل على سخائه وأريحيته كما ستأتي أحاديث عن جوده وأنه كان يسمّى معلم الجود لسخائه وحثه على ذلك قولاً وفعلاً كما في محاضرات الراغب 1 / 278 . وأنه أول من وضع موائد الطعام في الطرقات للناس ولم يكن يعود إلى رفعه كما عن مشكاة الأدب ص 915 .

92

نام کتاب : موسوعة عبد الله بن عباس نویسنده : السيد محمد مهدي الخرسان    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست