2 - ومنها ما جاء من تزيّد فاضح لراويه ، وذلك نحو ما قاله ابن أبي الحديد المعتزلي معقباً على ما رواه عن أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة من حديث الكتف والدواة فقال : « هذا الحديث قد خرّجه الشيخان محمّد بن إسماعيل ومسلم بن الحجاج القشيري في صحيحهما . واتفق المحدّثون كافة على روايته » . ولدى مقابلة ما رواه عن الجوهري بما خرّجه الشيخان وغيرهما نجد حشواً زائداً فيه وهو قول الراوي : « فمات رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم في ذلك اليوم » وهذا مثل ما قد مرّ في ( الصورة 16 ) من صور الحديث رواية هلال ابن مقلاص وفي آخرها : « فأبطأوا بالكتف والدواة فقبضه الله » . وهذا أيضاً من التزيد الفاضح إذ ليست هذه الزيادة جزءاً من الحديث ، ولا يصح أن تكون جزءاً ، لأنّ الحديث كان يوم الخميس كما هو صريح قول ابن عباس ( رضي الله عنه ) حين كان يقول : « يوم الخميس وما يوم الخميس » . ومن المعلوم والمتيقن انّ وفاة الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) كانت يوم الاثنين ، فتكون وفاته بعد يوم الحديث بأربعة أيام ، فكيف يصح قول الراوي : « فمات رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في ذلك اليوم » . وقد صرّح شرّاح الصحيحين وغيرهم بذلك [1] . 3 - ومنها النقص الواضح من أصل الحديث . كما صنع السمهودي في كتابه وفاء الوفا فإنّه ذكر الحديث من آخره ولم يذكر أوله تحاشياً من ذكر ما جرى من عمر ومن شايعه في ذلك اليوم [2] .