فالصحيح ما عليه بقية الرواة عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) من انّ الحديث كان يوم الخميس . ما هي الوصية الثالثة ؟ سؤال فرضته صورة الحديث التاسعة ، المروية عن طريق سفيان بن عيينة عن سليمان الأحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) بأشكالها المختلفة . ولمّا كانت تلك الصورة - كما قلنا عندها - تكاد ينعدم عندها وضوح الرؤية ، لاختلاف الرواة عن سفيان إلى نحو من خمس عشرة رواية ، يمكن أن تكون كلّ رواية صورة بحد ذاتها . ومهما كان الاختلاف بين الرواة عن سفيان ، فثمة أمر بالغ الأهمية يرويه سفيان عن سليمان الأحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس . وذلك انّ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بعد أن طرد المنازعين له المشاقّين أمره : قال أوصيكم بثلاث : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم . وسكت عن الثالثة عمداً أو قال : فنسيتها ؟ هذه الوصايا الثلاث لم ترد مسندة عن غير طريق سفيان بن عيينة ، وإن وردت مرسلة كما في الصورتين ( 21 - 23 ) . ثمّ ما ورد عن طريق سفيان فيه غمغمة في تعيين الثالثة ، فمن هو الّذي غصّ بريقه فلم يفصح بها ، ولا بدّ من عرض نماذج لما ورد عسى أن نستشف كنه الوصية الثالثة الّتي شق على الراوي الإفصاح بها لأي غرض كان : 1 - أوصى بثلاث : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد . . . وسكت عن الثالثة عمداً ، أو قال فنسيتها ( وهذا ما رواه يحيى بن آدم وأحمد بن حماد عن سفيان ) .