وهو لم يقرأ حديث الفضل بن العباس : « وقال له النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : يا فضل شدّ هذه العصابة على رأسي فشدّها . . . الخ » [1] . وهو لم يقرأ حديث أم الفضل قالت : « خرج رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وهو عاصب رأسه في مرضه وصلّى بنا المغرب فقرأ بالمرسلات ، فما صلّى بعدها حتى لقي الله تعالى » [2] . وهو لم يقرأ حديث أم المؤمنين زينب : « - وهي تقول لأصحاب النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) الّذين لغطوا عندما أمر بإحضار الدواة وصحيفة ليكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده أبداً - . فقال عمر بن الخطاب من لفلانة وفلانة - مدائن الروم - إنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ليس بميّت حتى نفتتحها ولو مات لانتظرناه كما انتظرت بنو إسرائيل موسى فقالت زينب زوج النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : ألا تسمعون النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يعهد إليكم فلغطوا فقال : ( قوموا ) ، فلمّا قاموا قُبض النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) مكانه » [3] . وهو لم يقرأ حديث أم المؤمنين أم سلمة قالت : « والّذي أحلف به إن كان عليّ لأقرب الناس عهداً برسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) قالت عدنا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) غداة بعد غداة يقول : جاء عليّ - مراراً - قالت : وأظنه كان بعثه في حاجة قالت : فجاء بعد وظننت إنّ له عليه حاجة ، فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب فكنت من أدناهم إلى الباب ، فأكبّ عليه عليّ فجعل يسارّه ويناجيه ، ثمّ قبض رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) من يومه ذلك فكان أقرب الناس به عهداً » [4] .
[1] طبقات ابن سعد 2 ق 2 / 45 . [2] مسند أحمد 3 / 91 . [3] طبقات ابن سعد 2 ق 2 / 38 ط ليدن . [4] مسند أحمد 6 / 300 ، والخصائص للنسائي / 40 ط التقدم ، ومستدرك الحاكم 3 / 138 - 139 ، وغيرها .