responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة عبد الله بن عباس نویسنده : السيد محمد مهدي الخرسان    جلد : 1  صفحه : 426


ثمّ ثقل به الوجع وأغمي عليه ، فاجتمع إليه نساؤه وبنوه ، وأهل بيته والعباس وعليّ .
ثمّ حضر وقت الصلاة فقال : ( مروا أبا بكر فليصل بالناس ) فقالت عائشة : « إنّه رجل أسيف لا يستطيع أن يقوم مقامك فمر عمر » . فامتنع عمر وصلّى أبو بكر ، ووجد رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم خفّة فخرج ، فلمّا أحس به أبو بكر تأخر فجذبه رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وأقامه مكانه ، وقرأ من حيث انتهى أبو بكر ثمّ كان أبو بكر يصلي بصلاته والناس بصلاة أبي بكر .
قيل صلوا كذلك سبع عشرة صلاة . وكان يدخل يده في القدح وهو في النزع فيمسح وجهه في الماء ويقول : ( اللّهم أعنّي على سكرات الموت ) .
فلمّا كان يوم الاثنين وهو يوم وفاته خرج إلى صلاة الصبح عاصباً رأسه ، وأبو بكر يصلي فنكص عن صلاته ورده رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بيده صلّى قاعداً على يمينه ثمّ أقبل على الناس بعد الصلاة فوعظهم وذكرهم . ولمّا فرغ من كلامه قال له أبو بكر : « إنّي أراك قد أصبحت بنعمة الله وفضله كما تحب » ، وخرج إلى أهله في السنح ، ودخل رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في بيته فاضطجع في حجرة عائشة . ودخل عبد الرحمن بن أبي بكر عليه وفي يده سواك أخضر فنظر إليه وعرفت عائشة أنّه يريده قالت : « فمضغته حتى لانَ وأعطيته إياه فاستنّ به ثمّ وضعه » ، ثمّ ثقل في حجري [1] فذهبت أنظر في وجهه ، فإذا بصره قد شخص وهو يقول : ( الرفيق



[1] وابن خلدون حين يروي لنا حديث عائشة عن السواك الأخضر الّذي بيد عبد الرحمن بن أبي بكر ومضغ عائشة له وأعطته للنبيّ فاستنّ به ثمّ وضعه ثمّ ثقل في حجرها . . . الخ ولم يعقّب عليه بشيء ، وكأنه مصدّق به ، ومهما تباله الراوي و أستغفل القارئ فلا يكاد يُصدّق بأن إنساناً في حالة النزع يمكنه أخذ السواك ليستنّ به . وما أدري كيف غفل ابن خلدون أو تغافل عن ذكر تتمة معزوفة السواك الّذي مضغته السيدة عائشة حين قالت - فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا ( سير أعلام النبلاء للذهبي 1 / 431 نقلاً عن البخاري . وفي الهامش تخريجه عن مسلم في صحيحه ، والقرطبي في تفسيره ، والبيهقي في سننه الكبرى ، والتبريزي في مشكاة المصابيح ، والزبيدي في اتحاف السادة المتقين ، والعراقي في المغني عن حمل الأسفار ، وابن حجر في فتح الباري . فراجع موارد ذكرهم ) . وفي لفظ آخر : وإن الله جمع بين ريقي وريقه عند الموت ( سير أعلام النبلاء 1 / 431 ) نقلاً عن البخاري ، وفي الهامش مصادر تخريجه فراجع ، ولعل الرجل كان على قدر من الحكنة أحسّ بأن ذكر الحبكة بجميع خيوطها سيكشف للقارئ عن زيفها جملة وتفصيلاً .

426

نام کتاب : موسوعة عبد الله بن عباس نویسنده : السيد محمد مهدي الخرسان    جلد : 1  صفحه : 426
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست