عمران أنت وأصحابك تقرؤن القرآن ! ؟ أكنت تحدّثني عن الصلاة وما فيها وحدودها ؟ أكنت تحدّثني عن الزكاة في الذهب والإبل والبقر وأصناف المال ؟ ولكن قد شهدتُ وغبتَ أنتَ ، ثمّ قال : فرضَ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في الزكاة كذا وكذا ، فقال الرجل : أحييني أحياك الله . قال الحسن فما ماتَ ذلك الرجل حتى صار من فقهاء المسلمين » [1] . 4 - ماذا قال السيوطي ؟ قال في ديباجة كتابه : « اعلموا يرحمكم الله انّ من العلم كهيئة الدواء ، ومن الآراء كهيئة الخلاء ، لا تذكر إلاّ عند داعية الضرورة ، وان ممّا فاح ريحه في هذا الزمان . وكان دارساً بحمد الله تعالى منذ أزمان ، وهو انّ قائلاً رافضياً ( ؟ ) زنديقاً أكثر في كلامه : انّ السنّة النبوية والأحاديث المروية - زادها الله علواً وشرفاً - لا يحتج بها ، وأنّ الحجة في القرآن خاصة ، وأورد على ذلك حديث : ما جاءكم عني من حديث فاعرضوه على القرآن ، فإن وجدتم له أصلاً فخذوا به وإلاّ فردّوه . هكذا سمعت هذا الكلام بجملة منه وسمعه منه خلائق غيري . . . فاعلموا رحمكم الله من أنكر كون حديث النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وقولاً كان أو فعلاً بشرطه المعروف في الأصول حجة ، كفر وخرج عن دائرة الإسلام وحشر مع اليهود والنصارى أو مع من شاء الله من فرق الكفرة . . . وأصل هذا الرأي الفاسد أنّ الزنادقة وطائفة من غلاة الرافضة ذهبوا إلى إنكار الاحتجاج بالسنّة والاقتصار على القرآن . . . » [2] إلى آخر كلامه .
[1] مفتاح الجنة في الإحتجاج بالسنّّة للسيوطي / 23 ضمن مجموعة الرسائل المنيرية المجلد الثاني . [2] نفس المصدر / 2 .