ثمّ كيف يشتبه عليه قول النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) هل كان من شدة المرض أو كان من أقواله المعروفة ؟ فهل أنّ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) قال مبهِماً ومتمتمِاً ؟ أو لم يقلها كلمة صريحة فصيحة ( إئتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعدي أبداً ) ؟ أين الكلام الّذي يوجب الاشتباه ؟ ثمّ لماذا لم يشتبه ذلك على غير عمر ممّن حضر عنده ؟ ولماذا أحصر عمر عندما اشتبه عليه الحال إلاّ أن يقول : « إنّ النبيّ ليهجر » ؟ نعم كلّ ما يهدف إليه ابن تيمية هو تبرئة عمر من وزر الكلمة وإن تم ذلك على حساب قدسية النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وكرامته . ولكن الاعتذار باشتباه عمر لا يرفع عنه الوزر ما دام هو يقرّ لابن عباس بأنه عرف مراد الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) من الكتاب وأنّه أراد أن يكتب لابن عمه فمنع منه وفيما تقدم في الصورتين الثالثة والرابعة من صور الحديث ما يؤكد منعه عن معرفة بالمراد ، وكان المنع منه عن سبق إصرار وعناد فراجع . رابعاً : زعمه أنّ قول ابن عباس : « الرزية كلّ الرزية » إنّما هو في حقّ من شك في خلافة أبي بكر أو أشتبه عليه الأمر ، فأمّا من علم أنّ خلافته حقّ فلا رزية في حقّه ؟ ولنا أن نسأل ابن تيمية عن ابن عباس صاحب الكلمة هل كان شاكاً أو مشتبهاً عليه الأمر ؟ أو كان عالماً بحقيقة خلافة أبي بكر ؟ والثاني منفي لأنّه هو صاحب الكلمة وهو يتحدث عن نفسه ويعبر عن شعوره ، إذن هو من الشاكين أو المشتبه عليهم الأمر في تحديد ابن تيمية . وإذا كان كذلك ، فابن عباس غير مؤمن بحكم ما يرويه البخاري عن عائشة من حديث إرادة أستخلاف أبي بكر