responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة عبد الله بن عباس نویسنده : السيد محمد مهدي الخرسان    جلد : 1  صفحه : 343


أمّا الأوّل وهو احتمال وجود قرينة في المقام عرفها بعضهم ولم يعرفها آخرون ، فهو من واهي الاحتمالات وقد مرّ مثله والجواب عنه فراجع ما مرّ عن المازري وقبل ذلك ما قلناه مع الخطابي .
وأمّا الثاني وهو إمّا إحتمالاً أن يكون عمر أشفق على النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فمنع من امتثال أمرِهِ ، فهذا من قبيل المثل ( أكوس عريض اللحية ) فكيف يكون مشفقاً عليه وهو يعلن ردّ أمره ويشغب عليه ؟ وأين منه الشفقة وقد سمّاه رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) مكلّبا . كما في حديث ابن عمر الّذي أخرجه الدارقطني في سننه قال : « خرج رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في بعض أسفاره فسار ليلا فمرّوا على رجل جالس عند مقراة له [1] فقال عمر : يا صاحب المقراة أولغت السباع الليلة في مقراتك ؟ فقال له النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : ( يا صاحب المقراة لا تخبره هذا مكلِّب ، لها ما حملت في بطونها ولنا ما بقي شراب وطهور ) . . . ا ه - » [2] .
أقول : والمكلِّب - بكسر اللام - معلم الكلاب للصيد ، وبفتحها المقيّد ولما كان معروفاً بالغلظة والشدة ، وإذا لاحاه بعض أهله أصطلم أذنه شبّهه النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بالمكلّب معلّم الكلاب ، إذ لا يكون معلّمها إلاّ من هو أكلب منها لتخافه ، فمن كان كذلك أين منه الشفقة المزعومة ؟
وأمّا احتمال خشية تطرق المنافقين فيجدوا سبيلاً إلى الطعن فيما لو كتب ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فهذا مرّ عن الخطابي ومرّ الجواب عنه . وأمّا تمثيله لتطرق المنافقين بادعاء الرافضة الوصية ، فليس ادّعاؤهم من دون دعوى البكرية أنّه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أراد أن يكتب لأبي بكر بالخلافة ، بل أدعاؤهم كان هو الحقّ الّذي لا مرية فيه ، لأنّه قد



[1] المقراة : كل ما أجتمع الماء فيه - القاموس .
[2] سنن الدارقطني 1 / 26 .

343

نام کتاب : موسوعة عبد الله بن عباس نویسنده : السيد محمد مهدي الخرسان    جلد : 1  صفحه : 343
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست