بالسبّابتين - ولا أنّ أحدهما أقدم من الآخر ، فتمسكوا بهما ، لن تضلوا ، ولا تقدّموا منهم ، ولا تخلّفوا عنهم ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ) [1] . وابن عباس من رواة الحديث المذكور في موارده الأخرى ، كيف يعقل أن يروي الخطبة وهو من شهودها ، ثمّ يغفل رواية الحديث المذكور . وهكذا نبقى في دوامة الشك والريبة ، من مدوّني السيرة والحديث ، وفي قنواتهم المتصلة بابن عباس ، وغفلوا عن انّ حبل الكذب قصير ، والناقد بصير ، وفاتهم انّ قول ابن عباس : « فوالّذي نفسي بيده إنها لوصيته إلى أمته » إنّما يناسب حديث الثقلين شكلاً ومضموناً دون باقي فقرات الخطبة النبوية ، لكن رواة السوء كتموا ما لم يرق لهم ولأوليائهم روايته ، ودوّنوا لهم ما شاؤوا ، وبذلك ضيّعوا الأمانة ، فأستحقّوا الإدانة . ويزيدنا بصيرةً بمراد ابن عباس ( رضي الله عنه ) في قوله : « فوالّذي نفسي بيده إنّها لوصيته إلى أمته » ما رواه ( رضي الله عنه ) عن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) قال قال : ( من سره أن يحيى حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال عليّاً من بعدي ، وليوال وليه ، وليقتد بالأئمّة من بعدي ، فإنهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهماً وعلماً ، ويل للمكذبّين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي ) [2] .