هم بيّتونا بالوتير [1] هُجّدا وقتّلونا ركّعا وسجّداً [2] < / شعر > فقال الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : ( لا نصرتُ إن لم أنصر بني كعب ) [3] - يعني خزاعة - وأحلّ الله له نقض ما كان بينه وبين قريش ، حيث بدأوا بالنكث ، * ( فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ ) * [4] . ويخرج ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) لنصرة خزاعة ، ومعه المسلمون وعدتهم يومئذ عشرة آلاف [5] . ولمّا وصل النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ومعه المسلمون إلى السقيا - قرية من أعمال الفرع - أو الجحفة - على بعد تسعة عشر ميلاً من السقيا وعلى ثلاث مراحل من م . كة - أو ذي الحليفة - على خمسة أميال من المدينة - التقى - فيما يقول أصحاب السيرة - عمه العباس بن عبد المطلب ( رضي الله عنه ) وقد جاء مهاجراً بأهله ورحله إلى المدينة دار الهجرة والإيمان .
[1] الوتير : بالفتح ثمّ الكسر : اسم ماء بأسفل مكة لخزاعة ، نفس المصدر . [2] السيرة لابن هشام 3 / 227 ط مصر سنة 1329 بالمطبعة الخيرية ، والسيرة الحلبية 3 / 71 - 78 ، والاستيعاب 2 / 533 ، والإصابة 2 / 529 ، وقد أحتج سعيد بن المسيب في مسجد النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بهذه المناشدة حين قال له عمران بن أبي كثير : يا أبا أن قبيصة بن ذؤيب جاء برجل من أهل العراق فأدخله على عبد الملك بن مروان فحدثه عن أبيه عن المغيرة بن شعبة أن النبيّّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) قال : ( الخليفة لا يناشد ) ، فرفع سعيد يده فضرب بها الأخرى فقال : قاتل الله قبيصة كيف باع دينه بدنيا فانية ؟ والله ما من امرأة من خزاعة قعيدة في بيتها إلا وقد حفظت قول عمرّو بن سالم الخزاعي لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : أفيناشد النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ولا يناشد الخليفة ؟ قاتل الله قبيصة كيف باع دينه بدنيا فانية ؟ ( كتاب الغارات لإبراهيم بن محمد الثقفي 2 / 574 ) . [3] طبقات بن سعد 2 / 97 ط لبنان ، وتخريج الأحاديث والآثار للزيلعي 2 / 56 ط دار خزيمة الرياض ، وفي الاستيعاب ( ترجمة عمرو بن سالم ) : ( لا نصر في الله إن لم أنصر بني كعب ) ، وكذا في مجمع الزوائد 6 / 161 ، والمطالب العالية 4 / 241 . [4] الفتح / 10 . [5] التنبيه والإشراف للمسعودي / 231 ط مصر .