وذكر ابن سعد أنّ قريشاً في يوم بدر جمعت بني هاشم وحلفاءهم في قبّة وخافوهم فوكّلوا بهم من يحفظهم ويشدد عليهم ، ومنهم حكيم بن حزام [1] . وذكر أيضاً : انّ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) قال يوم بدر : من لقي أحداً من بني هاشم فلا يقتله فإنهم اخرجوا كرهاً ، فقال أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة : والله لا ألقي رجلاً منهم إلاّ قتلته ، فبلغ ذلك رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فقال : أنت القائل كذا وكذا ؟ ، قال : نعم يا رسول الله شقّ عليَّ إذا رأيت أبي وعمي وأخي مقتّلين فقلت الذي قلت ، فقال له رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : إنّ أباك وعمك وأخاك خرجوا جادّين في قتالنا طائعين غير مكرهين ، وإن هؤلاء أخرجوا مُكرَهين غير طائعين لقتالنا [2] . وفي تاريخ الطبري قال أيضاً : فمن لقي منكم العباس فلا يقتله [3] . وأرق النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) لأنين عمه العباس وعلم ذلك بعض أصحابه فأرخى وثاقه فقال النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : ما بالي لا أسمع أنين العباس ؟ فقال رجل : أرخيت من وثاقه شيئاً ، قال : أفعل ذلك بالأسارى كلهم . وقال ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) للعباس : أفد نفسك يا عباس وابن أخيك عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث وحليفك عتبة بن عمرو بن جحدم فإنك ذو مال ، قال : يا رسول الله إني كنت مسلماً ولكن القوم استكرهوني ، قال : الله أعلم بإسلامك ، إن يك ما تذكر حقاً فالله يجزيك به ، فأما ظاهر أمرك فقد كان علينا فأفد نفسك ، وكان رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) قد أخذ منه عشرين أوقية من ذهب ، فقال العباس : يا رسول
[1] طبقات ابن سعد 4 ق 1 / 6 . [2] نفس المصدر 4 ق 1 / 6 . [3] تاريخ الطبري 2 / 282 .