وإليك حديث الصحيفة : صحيفة المقاطعة : أخرج البيهقي في دلائل النبوة بسنده عن ابن شهاب الزهري قال : « ثم إنّ المشركين اشتدوا على المسلمين كأشد ما كانوا حتى بلغ المسلمين الجهد واشتد عليهم البلاء ، واجتمعت قريش في مكرها أن يقتلوا رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم علانية ، فلما رأى أبو طالب عمل القوم جمع بني عبد المطلب وأمرهم أن يدخلوا رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم شعبهم ويمنعوه ممن أراد قتله ، فاجتمعوا على ذلك مسلمهم وكافرهم فمنهم من فعله حميّة ومنهم من فعله إيماناً ويقيناً ، فلمّا عرفت قريش إنّ القوم قد منعوا رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم واجتمعوا على ذلك ، اجتمع المشركون من قريش ، فأجمعوا أمرهم أن لا يجالسوهم ولا يبايعوهم ولا يدخلوا بيوتهم حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم للقتل ، وكتبوا في مكرهم صحيفة وعهوداً ومواثيق لا يقبلوا من بني هاشم أبداً صلحاً ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموه للقتل ، فلبث بنو هاشم في شعبهم ثلاث سنين واشتد عليهم البلاء والجهد ، وقطعوا عنهم الأسواق فلا يتركوا طعاماً يقدم مكة ولا بيعاً إلاّ بادروهم إليه فاشتروه ، يريدون بذلك أن يدركوا سفك دم رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم . وكان أبو طالب إذا أخذ الناس مضاجعهم أمر رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فاضطجع على فراشه حتى يُري ذلك من أراد مكراً به واغتياله ، فإذا نوّم الناس أمر أحد بنيه أو أخوته أو بني عمومته فاضطجع على فراش رسول الله