وكانوا ينكرون بعض الترهات التي كان عليها قومهم كعبادة الأصنام ، وكانوا يجاهرون بعقيدتهم في البحث عن ألوهية واحد متفرد بالجلال والعظمة والقدرة ، ويعترفون بالبعث والنشور ، ويقولون بالثواب والعقاب ، وكان بعضهم من أعلن عن قرب ظهور نبي من العرب قد أطلّ زمانه يهدي الناس إلى الصراط المستقيم [1] . حديث البعثة النبوية : قال الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ( إنّ الله بعث محمداً ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، نذيراً للعالمين ، وأميناً على التنزيل ، وأنتم معشر العرب على شر دين وفي شر دار متنّخون [2] بين حجارة خُشن ، وحيّات صُم ، تشربون الكدِرَ وتأكلون الجشب ، وتسفكون دماءكم ، وتقطعون أرحامكم ، الأصنام فيكم منصوبة ، والآثام بكم معصوبة ) [3] . وقال أيضاً : ( بعثه والناس ضُلاّل في حيرة ، وخابطون في فتنة ، قد استهوتهم الأهواء ، واستزلّتهم الكبرياء ، واستخفتهم الجاهلية الجهلاء ، حيارى في زلزال من الأمر ، وبلاء من الجهل ، فبالغ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في النصيحة ، ومضى على الطريقة ودعا إلى الحكمة والموعظة الحسنة ) [4] .
[1] أنظر مروج الذهب للمسعودي 1 / 67 - 75 . [2] متنخون أي مقيمون ، من أناخ بالمكان أقام به . [3] نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 / 66 . [4] نفس المصدر 1 / 186 .