ثانياً : بيعة الغدير قال ابن عباس : « لمّا أمر النبيّ صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم أن يقوم بعليّ بن أبي طالب المقام الّذي قام به ، فانطلق النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) إلى مكة فقال : رأيت الناس حديثي عهدٍ بكفر بجاهلية ، ومتى أفعل هذا به ، يقولوا صَنع هذا بابن عمه ، ثمّ مضى حتى قضى حجة الوداع ، ثمّ رجع حتى إذا كان بغدير خم أنزل الله ( عزّ وجل ) * ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ ) * [1] الآية . فقام منادِ فنادى الصلاة جامعة ، ثمّ قام وأخذ بيد عليّ ( رضي الله عنه ) فقال : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللّهم وال من والاه وعادِ من عاداه ) » [2] . وقال في حديث آخر : « لمّا خرج النبيّ صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم إلى حجة الوداع ، نزل بالجحفة فأتاه جبرئيل ( عليه السلام ) فأمره أن يقوم بعليّ فقال : ( أيها الناس ألستم تزعمون أني أولى بالمؤمنين أنفسهم ؟ ) قالوا : بلى يا رسول الله قال : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وأحب من أحبّه ، وأبغض من أبغضه ، وأنصر من نصره ، وأعز من أعزّه ، وأعن من أعانه ) ، قال ابن عباس : وجبت والله في أعناق القوم » [3] .
[1] المائدة / 67 . [2] أمالي الحافظ المحاملي وعنه الوصّابي الشافعي في كتابه الاكتفاء بفضائل الخلفاء . كما في الغدير 1 / 52 . [3] كتاب الولاية للحافظ السجستاني كما في الغدير 1 / 52 .