responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة عبد الله بن عباس نویسنده : السيد محمد مهدي الخرسان    جلد : 1  صفحه : 194


وصايا نبوية خاصة له :
فمن تلك الوصايا ما قال له وقد أردفه خلفه ، وأخذ بيده فقال ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) له :
( يا غلام ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهنّ ؟ قال ابن عباس : بلى ، فقال ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : إحفظ الله يحفظك ، إحفظ الله تجده أمامك ، تعرّف إليه في الرخاء يعرفك في الشدّة ، وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا أستعنت فاستعن بالله ، قد جفّ القلم بما هو كائن ، فلو أنّ الخلق كلّهم جميعاً أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يقضه الله لم يقدروا ، وان أرادوا أن يضرّوك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه ، واعلم أنّ في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً ، وأن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسرا ) [1] .



[1] أخرج هذه الوصية الثمينة والدرة اليتيمة كثير من الحفاظ وأئمة الحديث ، كابن منده والترمذي وأبي نعيم في أخبار أصبهان 2 / 204 ، وفي الحلية 1 / 314 ، والطبراني في معجمه الكبير في عدة مواضع من أحاديث ابن عباس فراجع 11 / 184 و 12 / 100 و 143 و 178 وغيرها ، وأحمد في مسنده 1 / 25 ، والنووي في أربعينه الحديث / 19 ، وشرحها ابن دقيق العبد والفشني وابن حجر والتفتازاني في شروحهم للأربعين النووية ، وشرحها شرحاً وافياً ابن رجب الحنبلي وسماه - نور الإقتباس في مشكاة وصية النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) لابن عباس - وقد طبع سنة 1365 بمصر شركة مساهمة . كما أخرجها أيضاً الخطيب البغدادي في تاريخه 14 / 126 ، وابن تيمية في رسالة قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة / 38 ط مصر سنة 1373 ، وأخرجها الزمخشري 3 / 505 في ربيع الأبرار ، والسبكي في تفريج المهج بهامش حل العقال / 13 ، والديريني في طهارة القلوب بهامش نزهة الجليس 1 / 182 ، والسراج الطوسي في اللمع / 143 وغيرهم وغيرهم ، ودليل الفالحين لطرق رياض الصالحين 1 / 284 - 291 ، وتاريخ جرجان للسهمي / 46 . وإنما أطلت بذكر المصادر لأنها كلّها مجمعة على أن الوصية صدرت من النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) إلى عبد الله بن عباس ، إلاّ أن هناك مصادر أخرى ذكرت أن الوصية بمضمونها كانت من النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) إلى الفضل بن العباس ، وإن وجد في ألفاظها بعض اختلاف ، واحتمال التعدد غير ممتنع لكنه بعيد ، خصوصاً وان في أوّل وصيته إلى الفضل مؤشر على أنّه كان غلاماً ووضع يده في ظهر الغلام حين أرتدفه وذلك خشية سقوطه ، وإذا علمنا بأن الفضل أكبر من عبد الله وإنه جاوز البلوغ ، فبعيد أن يحافظ عليه من السقوط بوضع يده الكريمة خلف ظهره . وان يقول أحملوا هذا الغلام خلفي . واليكم الحديث بلفظ الشيخ الطوسي في أماليه 2 / 287 ط النجف بسنده عن أبي جعفر ( عليه السلام ) يقول : خرج رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يريد حاجة ، فإذا هو بالفضل بن العباس . قال : فقال : احملوا هذا الغلام خلفي . قال : فاعتنق رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بيده من خلفه على الغلام ثمّ قال : يا غلام خف الله تجده أمامك ، يا غلام خف الله يكفك ما سواه وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، ولو أن جميع الخلائق اجتمعوا على أن يصرفوا عنك شيئاً قد قدّر لك لم يستطيعوا ، ولو أن جميع الخلائق اجتمعوا على أن يصرفوا إليك شيئاً لم يقدّر لك لم يستطيعوا . واعلم أن النصر مع الصبر ، وان الفرج مع الكرب ، وان اليسر مع العسر ، وكل ما هو آت قريب ، ان الله يقول : ولو أن قلوب عبادي اجتمعت على قلب أشقى عبد لي ما نقصني ذلك من سلطاني جناح بعوضة ، ولو ان قلوب عبادي اجتمعت على قلب أسعد عبدٍ لي ما زاد ذلك إلاّ مثل إبرة جاء بها عبد من عبادي فغمسها في بحر ، وذلك إن عطائي كلام وعدتي كلام وإنما أقول للشيء كن فيكون . وقد ذكر الشيخ الصدوق في الفقيه 4 / 296 هذه الوصية للفضل في النوادر وهو آخر أبواب الكتاب إلى قوله : ان مع العسر يسرا . ووردت في بعض وصايا النبيّ لأبي ذر أيضاً كما في 2 / 149 أمالي الطوسي ط النعمان ، فراجع .

194

نام کتاب : موسوعة عبد الله بن عباس نویسنده : السيد محمد مهدي الخرسان    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست