[ 90 ] - 21 - قال المفيد : أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد بن عليّ الصّيرفيّ قال : حدّثنا جعفر بن محمّد الحسنيّ ، قال : حدّثنا عيسى بن مهران ، قال : أخبرنا يونس بن محمّد ، قال : حدّثنا عبد الرّحمن الغسيل ، قال : أخبرني عبد الرّحمن بن خلاّد الأنصاري ، عن عكرمة ، عن عبد الله بن عبّاس قال : إنّ عليّ بن أبي طالب والعبّاس بن عبد المطّلب والفضل ابن العبّاس دخلوا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه الّذى قبض فيه ، فقالوا : يا رسول الله هذه الأنصار في المسجد تبكى رجالها ونساؤها عليك ، فقال : وما يبكيهم ؟ قالوا : يخافون أن تموت ، فقال : أعطوني أيديكم فخرج في ملحفة وعصابة حتّى جلس على المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : " أمّا بعد ، أيّها النّاس ! فما تنكرون من موت نبيّكم ؟ ألم أنع إليكم وتنع إليكم أنفسكم ؟ لو خلّد أحد قبلي ثمّ بعث إليه ( 1 ) لخلّدت فيكم . ألا إنّي لاحق بربّي ، و قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله تعالى بين أظهركم ، تقرؤونه صباحاً ومساء ، فلا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ، وكونوا إخواناً كما أمركم الله ، وقد خلّفت فيكم عترتي أهل بيتي وأنا اُوصيكم بهم ، ثمّ أوصيكم بهذا الحيّ من الأنصار ، فقد عرفتم بلاهم عند الله عزّوجلّ وعند رسوله وعند المؤمنين ، ألم يوسّعوا في الديار ويشاطروا الّثمار ويؤثروا وبهم الخصاصة ؟ فمن ولّى منكم أمراً يضرّ فيه أحداً أو ينفعه فليقبل من محسن الأنصار ، وليتجاوز عن مسيئهم وكان آخر مجلس جلسه حتّى لقى الله عزّو جلّ . ( 2 ) [ 91 ] - 22 - قال الصّفّار القميّ : حدّثنا محمّد بن أحمد عمن رواه ، عن عبد الصّمد بن بشير ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دعا عليّاً ( عليه السلام ) في المرض الّذي توفّى فيه ، فقال : يا عليّ أدن منّي حتّى أسرّ إليك ما أسرّ الله إليّ وائتمنك على ما ائتمني الله عليه ، ففعل
1 . يعنى : ثمّ بعث إليه ملك الموت 2 . الأمالي : 45 ح 6 ، عنه البحار 22 : 474 ح 23 .