أعمالكم ، فأخذ بسمعكم وأبصاركم ، ولبئس ما تأوّلتم ، وما به أشرتم ، وشرّ ما منه اغتصبتم ! لتجدنّ والله محمله ثقيلاً ، وغبّه وبيلاً ، إذا كشف لكم الغطاء ، وبان بإورائه الضّراء ، وبدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون ، وخسر هنالك المبطلون . ثمّ عطفت على قبر النّبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وقالت : قد كان بعدك انباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب أنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختلّ قومك فاشهدهم ولا تغب وكل أهل له قربى ومنزلة * عند الاله على الأدنين مقترب أبدت رجال لنا نجوى صدورهم * لمّا مضيت وحالت دونك التّرب تجهمتنا رجال واستخفّ بنا * لمّا فقدت وكلّ الأرض مغتصب وكنت بدراً ونوراً يستضاء به * عليك ينزل من ذي العزّة الكتب وكان جبريل بالآيات يونسنا * فقد فقدت وكلّ الخير محتجب فليت قبلك كان الموت صادفنا * لمّا مضيت وحالت دونك الكثب ( 1 ) ( 2 ) ثمّ انكفأت ( عليها السلام ) ، وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) يتوقّع رجوعها إليه ، ويتطلّع طلوعها عليه ، فلمّا استقرّت بها الدّار ، قالت لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : يا ابن أبي طالب ، اشتملت شملة الجنين ، وقعدت حجرة الظّنين ، نقضت قادمة الأجدل ( 3 ) فخانك ريش الأعزل ( 4 ) هذا ابن أبي قحافة يبتزّنى نحلة أبي وبلغة ( 5 ) ابنىّ ! لقد أجهد ( 6 ) في خصامي ، وألفيته ألدّ ( 7 ) في كلامي حتّى حبستني قيلة نصرها ،
1 . الكثب - بضمتين - : جمع الكثيب وهو : الرمل . 2 . روى هذه الأبيات في أكثر الكتب منها : الكافي 8 : 376 فيه بيتين ، مروج الذهب 2 : 311 قال أنشدها صفية عمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ونقل منها بيتاً واحداً ، تفسير القمي 2 : 157 وفيه اثنى عشر بيتاً ، وقال المفيد في الأمالي : 40 انها عدلت إلى قبر أبيها وشكت إليه وبكت حتى بلّت تربته بدموعها ثمّ قالت : . . . ، وفي الأبيات أيضاً اختلاف . 3 . قوادم الطير : مقادم ريشه وهي عشرة - والاجدل : الصقر . 4 . الأعزل من الطير : ما لا يقدر على الطيران . 5 . يبتزنى : يسلبنى ، والبلغة : ما يتبلّغ به من العيش . 6 . في بعض النسخ " اجهر " .