وكان من عمّاله الّذين أغرموا أبو هريرة على البحرين فاُحصي ماله فبلغ أربعة وعشرين ألفاً ، فأغرمه أثنى عشر ألفاً . قال سليم : فلقيت عليّاً صلوات الله عليه وآله فسألته عمّا صنع عمر ؟ فقال : هل تدرى لم كفّ عن قنفذ ولم يغرمه شيئاً ؟ ! قلت : لا . قال : لأنّه هو الّذي ضرب فاطمة ( عليها السلام ) بالسّوط حين جاءت لتحول بيني وبينهم فماتت صلوات الله عليها ، وإنّ أثر السّوط لفى عضدها مثل الدملج . ( 1 ) [ 277 ] - 43 - روى المجلسيّ : أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أخرجها ( عليها السلام ) ومعه الحسن والحسين ( عليهما السلام ) في اللّيل وصلّوا عليها ، ولم يعلم بها أحداً ، ولا حضروا وفاتها ولا صلّى عليها أحد من سائر النّاس غيرهم ، لأنّها ( عليها السلام ) أوصت بذلك ، وقالت : لا تصلّ علىَّ أُمّة نقضت عهد الله وعهد أبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أمير المؤمنين عليّ ( عليه السلام ) ، وظلموني حقّي وأخذوا إرثي ، وخرقوا صحيفتي الّتي كتبها لي أبي بملك فدك ، وكذّبوا شهودي وهم - والله - جبرئيل وميكائيل وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأُمّ أيمن وطّفُت عليهم في بيوتهم وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) يحملني ومعي الحسن والحسين ليلاً ونهاراً إلى منازلهم أذكّرهم بالله وبرسوله ألاّ تظلمونا ولا تغصبونا حقّنا الّذي جعله الله لنا ، فيجيبونا ليلاً ويقعدون عن نصرتنا نهاراً ، ثمّ ينفذون إلى دارنا قنفذاً ومعه عمر بن الخطّاب وخالد بن الوليد ليخرجوا ابن عمّى عليّاً إلى سقيفة بنى ساعدة لبيعتهم الخاسرة ، فلا يخرج إليهم متشاغلاً بما أوصاه به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وبأزواجه وبتأليف القرآن وقضاء ثمانين ألف درهم وصّاه بقضائها عنه عدات وديناً ، فجمعوا الحطب الجزل على بابنا وأتوا بالنّار ليحرقوه ويحرقونا ، فوقفت بعضادة الباب وناشدتهم بالله وبأبي أن يكفّوا عنّا وينصرونا ، فأخذ عمر السّوط من يد قنفذ - مولى أبي بكر - فضرب به عضدي فالتوى السّوط على عضدي حتّى صار كالدّملج ، وركل الباب برجله فردّه علىَّ وأنا حامل فسقطت لوجهي والنّار تسعّر وتسفع وجهي ، فضربني بيده حتّى انتثر قرطي من أذني ،
1 . كتاب سليم بن قيس : 132 ، عنه البحار 30 : 302 ضمن ح 152 .